كتب – روماني صبري 

 
غيب الموت أمس الثلاثاء، الرئيس المصري الأسبق محمد حسنى مبارك عن عمر 92 عاما، بعد تعرضه لازمة صحية شديدة نقل على أثرها العناية المركزة، ونرصد في التقرير التالي رحلة مبارك بداية من التنحي عن الحكم حتى سنوات المحاكمة.
 
التنحي 
قرر "مبارك" ترك الحكم تلبية لمطالب الحراك الشعبي الذي انطلق بميدان التحرير في الـ25 من يناير عام 2011، بعد 18 يوما من التظاهرات، التي ندد أصحابها بسوء الأحوال المعيشية واستفحال الفساد في المجتمع بسبب نظامه، وشارك في التظاهرات عدد كبير من الشباب والأحزاب السياسية المعارضة، إضافة إلى  قيادات وعناصر من "جماعة الإخوان الإرهابية" ، ورددوا هتافات " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية." 
 
وقرأ بيان التنحي اللواء عمر سليمان، نائبه والذي كان شغل منصب مدير المخابرات العامة المصرية، وجاء نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله الموفق والمستعان". 
 
توجيه تهم القتل العمد لمبارك 
بعد التنحي، قررت المحكمة تجميد أرصدة رموز النظام السابق، ومثل مبارك أمام المحاكمة مع نجلاه علاء وجمال مبارك، وعدد كبير من رجال الشرطة في قضية قتل المتظاهرين، إلى جانب قضايا الفساد ونهب المال العام، وذلك بعد القبض عليهم في 13 ابريل عام 2013  على ذمة التحقيق في قتل المتظاهرين بميدان التحرير، وفي 24 مايو 2011 وجه النائب العام لمبارك تهم الفساد وقتل المتظاهرين والتسبب في تدهور الاقتصاد المصري.
 
أولى جلسات المحاكمة 
بدأت أولى جلسات محاكمة مبارك في القضية الشهيرة إعلاميا بـ"محاكمة القرن"، في 3 أغسطس عام 2011 وتولى مهمة الدفاع عنه محامي الكبار الشهير "فريد الديب"، ليكون بذلك أول رئيس مصري يقف في قفص الاتهام، وكان أمر النائب العام بتجديد حبس مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق من انتهاء مدة الحبس الأولى، وقتها رقد بمستشفى شرم الشيخ بسبب مرضه حيث كان يعاني عدة أمراض تحول دون نقله منها إلى سجن طرة، و قال محاميه:" أن مرض السرطان ينتشر في جسد مبارك وأنه لا يقوى على السير، وأن زوجته سوزان مبارك تلازمه طوال الوقت، لكن وزارة الصحة المصرية والتلفزيون المصري كذب هذا الخبر في نفس اليوم.
 
عرض المحاكمة علانية 
وكان صرح وزير العدل المصري المستشار محمد عبد العزيز الجندي أنه يتم تجهيز قاعة بأرض المعارض  بمدينة نصر  في القاهرة لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال و رجل الأعمال الهارب حسين سالم و وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه في قضية قتل المتظاهرين، التي حددت لها جلسة يوم الأربعاء 3 أغسطس 2011، وأن تأمين المحاكمة سيكون بواسطة قوات الجيش  و الشرطة، وأشار إلى أنه يتم تجهيز القاعة لاستيعاب رجال الإعلام والمحامين والمدعين بالحق المدني وأسر الشهداء و سوف تعرض المحاكمة على التلفزيون المصري علانية.
 
نقل المحاكمة لدواع أمنية 
بعدها نقلت محاكمة مبارك إلى أكاديمية الشرطة في القاهرة بدلا من أرض المعارض وذلك لدواع أمنية، ويوم الأربعاء 3 أغسطس 2011 حضر مبارك المحاكمة راقدا سرير طبي متحرك وبجواره نجليه جمال مبارك وعلاء مبارك، في حضور  وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، ووجهت لهم  القتل العمد والفساد، لينفون كل التهم 
 
السجن المؤبد لمبارك والعادلي 
في 2 يونيو 2012 قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد على مبارك والعادلي، وحكمت ببراءته في جناية الفساد وحكم على نجليه جمال وعلاء وحسين سالم بانقضاء الدعوى بالتقادم لمضي عشر سنوات، عاقبت المحكمة مبارك في 9 مايو 2015 بالسجن المشدد 3 سنوات في القصور الرئاسية ورفض الطعن في القضية، وفي 2 مارس 2017  قضت محكمة النقض ببراءته من تهم قتل المتظاهرين.
 
 محامى الكبار يربح أهم قضية في حياته 
ظل "الديب" في الدفاع عن مبارك وأسرته، حتى أمرت جنايات القاهرة يوم السبت 29 نوفمبر 2018، بإعادة محاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين وتصدير الغاز والفساد المالي، وفي النهاية تمت تبرئته وكل الذين وجهت لهم معه اتهامات، ليربح بذلك الديب أهم قضية في حياته.
 
مبارك يكشف كواليس نصر أكتوبر  
في أكتوبر الماضي عام 2019 ظهر مبارك في مقطع فيديو، كشف خلاله كواليس حرب 6 أكتوبر المجيدة، في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 46 للنصر، ودوره في تحقيق النصر كونه وضع خطة ناجحة للطيران المصري في الحرب جعلته يدمر طائرات إسرائيل المتقدمة.