بقلم مايسترو بيشوى عوض 
 
أعلم أنه موضوع شائك، فهذه المناقشات مثل غيرها فى كنيستنا القبطية، أصبحت من المحرمات، وكأن كنيستنا القبطية المجيدة ، زرعت فى وجدان أبنائها حقل ألغام ، كلما فتحوا موضوعاً أو تساءلوا تساؤلا انفجر فى وجههم ، وصرنا بذلك مقيدين، مكبلين، صامين الحواس و الأذهان، كما لو كانت كنيستنا أصبحت كنيسة أموات، تربى فى صدور أولادها فلسفات : الموت فقراً أفضل من الحياة يسراً، الموت جهلاً أفضل من الحياة بمعرفة، الموت مرضاً أفضل من الحياة معافاُ، الموت موتاً أفضل من الحياة ، متناسين أن الحياة هى أجمل عطايا الرب. 
 
أنشر مقالى للتوعية، لعل إدارة كنيستنا القبطية تتخذ قرارات حاسمة عاجلة، قبل فوات الوقت. منذ أن انتشر فيروس كورونا الخطير القاتل، يدور فى رأسى و ربما فى رؤوس الكثير من الأقباط ممن يعطون لنفسهم حق التفكير وطرح التساؤلات لوهلة ، عن ملعقة التناول التى نضعها فى فمنا الواحد تلو الأخر لاعقين إياها عند التناول، ومدى خطورة هذه الطريقة فى نقل العدوى و نشر فيروس كورونا فى المجتمع المصرى بسبب الأقباط دون شك
 
 وهنا أعرض على حضراتكم طرق العدوى بفيروس كورونا طبياً : بالمصافحة أو المعانقة أو العطس أو استنشاق زفير المريض أو التقبيل أو اللعاب أو ملامسة أى شئ لمسه المريض أو التواجد مع المريض فترة وجيزة فى أى مكان مغلق ؛ مما يجعل هذا الفيروس من أخطر الفيروسات على الإطلاق لسرعة إنتقاله و عدم وجود علاج له ، ومن الممكن ألا يظهر على المريض أى أعراض مدة أسبوعين و يستمر فى نقل العدوى لمن حوله. 
 
هذا فقط ما دفعنى دفعاً أن أكتب هذا المقال، مطالباً كنيستنا القبطية بضرورة تغيير طريقة التناول على أن تصبح غمس القربان جسد الرب بعصير العنب دم الرب و إعطاءه لكل شخص فى يده أو فى لفافته الخاصة ليضع الأسرار المقدسة فى فمه بيده هو ، وكذلك ضرورة الشرب من مياه الزجاجات المعدنية بإستخدام أكواب المياه البلاستيكية ذات الإستخدام الواحد فقط ، وتعليق مراسم الميرون و العماد و اللقانات ، وتعليق الإجتماعات و الرحلات و القداسات لفترة . 
كل هذه الإحتياطات الوقائية واجب إنسانى، بيئى، قومى، وإن التباطؤ فى أخذها هو إنعدام المسئولية.
 
أم إقحام الأمور اللاهوتية و الإيمانية فى الأمور الطبية العلمية فهو مغالطة فارغة، فجسد الرب ودمه يطهروننا من كل خطية وليست الملعقة الحديدية ، والتناول كل يوم لا يمنعنا من الذهاب للطبيب البشرى، بحثاً عن الدواء الشافى، ومنا من لديهم المقدرة المادية الباهظة للسفر إل ى دول الغرب للعلاج. وإن لم يثبت حتى اليوم أى عدوى من التناول بالماستير، فهذا لأنه لم يذهب أى أحد من قبل لإجراء فحصاَ جنائيا للبحث جنائياً عن مصدر العدوى. 
 
راجياً فى نهاية مقالى أن نأخذ تخوفات الناس على محمل الجد وبرفق، متفهين مشاعرهم مصلين أن يضمد الرب كل ضعف.