نادر شكرى

نجحت حكمة العقلاء بقرية " جعوير " مركز ملوي بالمنيا في احتواء أزمة طائفية كادت تتسع لولا ، تراث المحبة والتعايش المشترك بين أبناء القرية ، وسرعة التحرك ، لامتصاص حالة من الغضب تفجرت عقب قيام شاب قبطي من أبناء القرية يعيش بإحدى الدول العربية ، بمشاركة " شير " لموضوع  على منشور على الفيس بوك، وصف بالمسيء ، وهو ما تسبب في غضب أبناء القرية ، وكاد يتطور لولا حكمة العقلاء والتدخل الامنى السريع .
 
بدأت الواقعة قبل عدة أيام عندما قام شاب قبطي يعمل بالخارج بمشاركة لموضوع كان منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ويحمل بعض العبارات التي لا تتفق مع قبول الآخر ، وهو ما اغضب بعض الشباب بالقرية ، الذين قاموا في مساء الأسبوع الماضي بحرق ثلاث عشش للأقباط بالا راضى الزراعية والتي تستخدم للماشية وقت الظهيرة ، وانتقلت قوات الأمن وفرضت طوقا حول القرية وقامت بتأمين كامل للقرية ، وتحرك سريعا العقلاء من المسلمين والأقباط يحملون رصيد كبير من التعايش المشترك والمحبة والإخاء الذي نجح في احتواء الأوضاع قبل تفاقمها .
 
وذهب كاهن القرية يطرق أبواب منازل الأخوة المسلمين ليعتذر عما صدر من الشاب الجاهل وتقبل الجميع الامر بسلام ، وتدخل بيت العائلة والأوقاف بملوي ، لتوضيح الأمور ، وتحولت خطب الجمعة اليوم إلى كلمات وعظات حول السلام والإخاء والمحبة ونبذ الفتنة ، حيث تفهم أبناء القرية للأوضاع ليعود الهدوء والسلام للجميع .
 
وأكد احد اهالى القرية ، ان العقلاء من الجانبين ورجال الدين المسيحي والاسلامى نجحوا في إخماد فتنة حاول البعض استغلالها لإشعال الأمور ، ولكن قرية " جعوير " لها طبيعة خاصة وتماسك وانسجام بين أبنائها من الأقباط والمسلمين وهو كان كفيل بإخماد الفتنة ، ولم تسفر الأحداث سوى الحريق الذي وقع من مجهولين في إحدى الليالي بحرق عشش بين الزراعات ، وأشار ان الأقباط يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ، ولم يتعرض احد لمنازل الأقباط ، وتمارس أسرة الشاب  - الذي  كادت الاحداث تتفجر بسببه - حياتها بشكل طبيعي بعد تفهم القرية  للأمور ، والاعتذار عن الخطأ الغير مقصود للشاب ، مشيرا ان التحرك جاء تلقائى من الجميع بتطرق الابواب ودون اللجوء الى اى جلسات عرفية  .