عرض/ سامية عياد 
".. ومؤامرة الناس الأشرار ، وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين ، انزعها عنا وعن سائر شعبك .." هكذا فى صلاة الشكر نطلب من الله أن ينجينا من محاربة الأعداء الخفية والظاهرة ..
 
المتنيح البابا شنودة الثالث فى مقاله "الأعداء الخفيين والظاهرين" وضح لنا أن هناك عدوا لا نراه ولا نعرفه ، وعدوا آخر نعرفه ، أولا : الأعداء الظاهرين هم الناس الأشرار وهؤلاء عدوانهم صريح نعرفه جيدا ، ثانيا : الأعداء الخفيين هم الذين عدوانهم غير صريح ، وتتعدد أنواعهم قد يكون الشياطين ومكايدهم وحيلهم ، قد يكون العقل والقلب والنية وما يتبعهم من شهوات أو رغبات تحارب الإنسان وتسقطه فى الخطية ، وعداوة الشهوات هى أكثر ضراوة وعنفا ، أيضا الإخوة الكذبة أولئك الذين حسبوا فى نطاق الإخوة ، ولم يكونوا إخوة حقيقيين مثل يهوذا فى وسط الاثنى عشر كان يغمس اللقمة فى الصفحة مع الرب يسوع بينما كان فى نفس الوقت متآمرا عليه وبقبلة سلمه الى الأعداء.
 
من الأعداء الخفيين أيضا من قال عنهم الرب "يأتونك بثياب الحملان ، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" وثياب الحملان هى الرياء الذى يلتحقون به ، هؤلاء كانوا ينادون الرب يسوع "يا معلم" ويطلبون منه نصيحة ليمسكوا عليه كلمة مثل سمعان الفريسى الذى دعاه الى بيته ليس حبا إنما لكى يراقبه ويجد ما ينتقده عليه ، أيضا المتمليقين الذين يمدحون الشخص حتى تصرفاته الخاطئة وبهذا يضرونه لأنه يثبت فى أخطائه ، كلام المتملقين مثل السم فى العسل ، أيضا شركاء العمل الذين يورطون أصحابهم فى ديون تؤدى الى الإفلاس ، وأيضا أصدقاء السوء الذين يجرون صاحبهم الى الخطية والفساد وأحيانا الى الإدمان بينما يظهرون أنهم موضع محبته وتسليته لذا نقول فى المزمور عن الرجل البار "فى طريق الخطاة لا يقف ، وفى مجلس المستهزئين لا يجلس" ، أيضا القادة العميان الذين قال عنهم الرب "يا شعبى، مرشدوك مضلون" فليحذر كل إنسان من أن يسلم نفسه لمرشد مضل "لأن أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان فى حفرة" ، ، أيضا كل المسليات الضارة داخل البيت سواء القصص أو الكتب أو بعض برامج الإنترنت والتليفزيون وسائر وسائل اللهو التى تبدو مجالا للمرح والفرح وهى فى حقيقتها من الأعداء الخفيين .
 
انزع عنا يا الله كل مؤامرات الأعداء الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم ، امنحنا البصيرة والاستنارة الروحية لاكتشاف حيل ومكايد الأعداء حتى لا نقع فى شباكها ونضيع معها ونخسر أنفسنا وأبديتنا..