كتب - أحمد المختار
استهل قداسة البابا " تواضروس الثاني " بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ، عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء ، بكنيسة " السيدة العذراء مريم و الأنبا رويس " بالعباسية ، متذكراً فضائل مثلث الرحمات و ملك البرية الأنبا " صرابامون " ، أسقف و رئيس دير الأنبا " بيشوي " ، طالباً صلواته و شفاعاته .
 
و قال قداسة البابا موجهاً ملاحظات : " نحن الآن في زمن الصلاة ، و عليك طلب رحمة ربنا ، بأن تحل علي كل الناس ، في ضوء الانتشار الرهيب لفيروس " كورونا " المُستجد ، و تسببها في الهلع للجميع حول العالم ، مشيراً إلي ضرورة تحويل طاقة الخوف إلي طاقة للصلاة " .
 
و نوه قداسته : " في حياتك و في علاقاتك مع الناس ، سواء كنت مبتكلمش ده أو مقاطع ده ، نحن في زمن سلام و مصالحة ، وليس مُخاصمة ، فأحياناً الحياة لا يكون لديها متسع لكي تصالح غيرك " .
 
و بدأ البابا " تواضروس " العظة قائلاً : " من يصعد إلي جبل الرب ؟ ، تكلمنا مُسبقاً أن قسمة الصوم الكبير من خلال " 8 خطوات " تُعلمنا كيفية الصعود ، فهي ليست كلام و مجرد عبارات ، فالصوم و الصلاة هي حقائق " .
 
وجهاً مخزي 
و تابع : " إيه اللي يخلي الوجه خذلان و خجلان ؟ ، نمرة واحد هي " خطيئة الإنسان " مثل " آدم و حواء " ، و أيضاً المرأة السامرية ، و هناك غير الخطايا ، يوجد الحقد و الغيظ " .
 
و أكمل : " الخوف أيضاً يسبب الخذلان و الخزي ، فموسي كان لديه شعور بعدم الاستحقاق ، عندما وضع برقع لعدم رؤية الله ، و هناك أيضاً عبادة الأوثان ، رغم إن الكل سيندهش من عدم وجود أصنام و تماثيل في حياتنا الآن ، لكن الأوثان في عصرنا الحالي هي " الجهاز الصغير " - في الإشارة إلي الهاتف المحمول - ، فعليك أن تنتبه لإنسانيتك فأنت إنسان ، لكن عليك استخدامه في حدوده الطبيعية و العادية ، حتى لا يكون هو سيدك " .
 
و استمر قداسته : " الوجه المخزي يأتي من خلال حياة المكر و الخبث و الخداع ، فالمكر و الخبث يغير وجه الإنسان ، و تجعل الإنسان لا يستطيع أن يري وجه الله " . 
 
وجهاً غير مخزي 
و أضاف قداسته : " أول خطوة للتخلص من خزي الوجه ، هي التوبة و الاعتراف ، و هو الذي تهتم به الكنيسة ، و ثاني خطوة هي نعمة الله ، التي تجعل الإنسان يرفع رأسه أمام الله ، كما سمعنا كثيراً عن " الشهداء " ، فلا يوجد أحداً منهم خجلان ، يضع رأسه في الأرض " .
 
و اختتم : " هناك أيضاً ، خطوة هامة و هي التخلي عن عبادة الأوثان المعاصرة ، فعليك تركها لكي تملك قلب و وجه غير مخزي " .