بالصور: مشهد الانكسار نقل جثث ضحايا كورونا بايطاليا لحرقها
نادر شكرى
فى مشهد وصف بالانكسار ، لم يشهدها العالم سوى فى أزمنة الحروب ، قام الجيش الايطالي وسط حراسة مشددة بنقل 60 تابوت من مدينة بيرجامو الى مدنية أخرى ، استعدادا لحرقها بعد وفاتهم من جراء فيروس كورونا ، وذلك لعدم استيعاب المحرقة بالمدنية لأعداد الجثث الكثيرة ، حيث تضطر السلطات لإبقاء الجثث ما بين أربعة أو خمسة أيام حتى تأخذ دورها في عملية الحرق ، وهو ما يصعب من الأمر نظرا لتزايد الوفيات حيث سجلت ايطاليا في اخر 48 ساعة وفاة 730 جثة .

وسجل مشهد نقل الجثث حالة من الحزن والألم بين سكان ايطاليا والكل يخشى ان يكون ضمن هذا المشهد يوما ما في ظل تزايد الإصابات التي بلغت 30 ألف شخص ، وتحرم اى أسرة من رؤية المتوفى أو الصلاة عليه والسير خلفه ، فعندما يتم نقل اى مصاب للحجر الصحي ، فهذا هو أخر مشهد يجمع بينه وبين أسرته فإذا توفى فلا يحق لاى شخص ان يراه ، ليتم نقله للمحرقة مباشرة .

وهنا يرسل الأب جورج بريدي م.ل.كاهن يتابع المصابين بالحجر الصحي بايطاليا برسالة للبنانيين لتحذيرهم من الاستهتار بالفيروس وقال في رسالته  قد أصبح لي في الحجر أكثر من أسبوع داخل ديري في مدينة روما بسبب فيروس كورونا. البارحة توفّي 368 شخصاً في إيطاليا، اليوم 349 آخراً… لوهلةٍ يبدو كما لو أنّ أرقام الوفيّات هذه ناجمة عن معاركٍ ضارية بين جيشين. لكنّها معركةً بين البشر وفيروس قلّلنا من أهميّته. مع بدء انتشار الفيروس قال الكثيرون هنا: «هذا مجرّد إنفلونزا».


 اليوم يقولون حبّذا لو أننا حجرنا أنفسنا فوراً. حتّى هذه اللّحظة أصبح عدد المتوفّين 2500 إنساناً حولنا. أكثر ما هزّني هو خبر أربعين نعشٍ في مدافن بيرغامو، شمالي إيطاليا، ينتظرون الدخول إلى فرن حرق الجثث. جعلني هذا الخبر أصمتُ بمهابةٍ عظيمةٍ أمام أربعين سيرة حياةٍ فُقدت على حين غفلةٍ، إذ أمام الموت تقلّ اللغات، تنتفي الكلمات ونرجو فقط بربّ الحياة. في بيرغامو تلك أصبح فرن حرق الجثث يعمل 24 ساعة على 24 كما ذكرت صحيفة كورييري ديلّا سيرا!! الذين يموتون اليوم تُحْرَق جثّثهم بعد خمسة أيّام لعدم القدرة على الاستيعاب!!