في مثل هذا اليوم 21 مارس 2014م..

سامح جميل 

 
إغناطيوس زكا الأول عيواص (21 إبريل 1933 - 21 مارس 2014) كان بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عام 1980 وحتى وفاته عام 2014. ولد باسم سنحريب عيواص في مدينة الموصل العراقية في عام 1933م لأسرة سريانية أرثوذكسية والتحق بمعهد مار أفرام السرياني اللاهوتي التابع للكنيسة في عام 1946 م، ونذر حياة الرهبان ابتداء من 6/6/1954 حيث أطلق عليه اسم زكا بحسب العادة الجارية في تلك الكنيسة بمنح الرهبان عادة تسمية جديدة على اعتبار أنه بدأ حياة جديدة غير حياته المدنية الأولى. كلف بالتدريس في المعهد اللاهوتي الذي تخرج منه لمدة عام واحد فقط حيث انتقل بعدها إلى مدينة حمص السورية ليعين في دار البطريركية سكرتيرا خاصا للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم، وبقي يشغل هذه الوظيفة حتى بعد وفاة هذا البطريرك وتنصيبب مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركا بدلا عنه، ارتقى إلى درجة الكهنوت عام 1959 م، كان الربان زكا عيواص يرافق البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في جميع زياراته الرعوية لأبناء الكنيسة السريانية في أنحاء العالم وأرخ هذه الزيارات في كتابين (المرقاة في أعمال راعي الرعاة) و(المشكاة). خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية أستحصل على منحة دراسية من كلية اللاهوت العامة للكنيسة الأسقفية، فبقي هناك بعد أن أذن له بطريركه بذلك، فتابع تحصيله اللاهوتي في جامعة نيويورك لمدة سنتين اتقن خلال هذه الفترة اللغة الإنجليزية واختص باللغة العبرية القديمة وكان ذلك بين عامي 1960 م و1962 م نال لاحقا من تلك الكلية شهادة دكتوراه فخرية عام 1983 م، بعد أن عاد من نيويورك عام 1962 م أرسله البطريرك إلى روما ليحضر المجمع الفاتيكاني الثاني الشهير بصفة مراقب، في العام التالي 1963 م رفعه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث إلى منصب مطران أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس باسم سويريوس، وهذا أيضا من تقاليد هذه الكنيسة بمنح الرهبان المرتقين لدرجة الأسقفية اسم واحد من رجال الدين المسيحي الأولين.
 
باشر المطران سويريوس زكا عيواص مهمته الجديدة برعاية السريان الأرثوذكس في الموصل بهمة، حيث أقام مركزا للتربية الدينية لأبناء الطائفة، ورمم العديد من أبنية وأوقاف الكنيسة، واكتشف في عهده صندوق صغير احتوى على عظام للقديس توما في كنيسة تحمل اسم هذا الرسول، وكان لهذا الاكتشاف أهمية روحية وتاريخية كبيرة بالنسبة لأبرشية السريان في الموصل، في عام 1966 م عين بالوكالة راعيا لأبرشي دير مارمتي، وانتقل بعدها عام 1969 إلى أبرشية بغداد و البصرة ولنشاطه وتفانيه عين أيضا مطرانا بالوكالة لأوربا عام 1976 م، اختير بعد وفاة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية وجلس على كرسي رئاسة هذه الكنيسة في 14/9/1980 م وهو الـ122 بين بطاركتها.
 
لهذا البطريرك باع طويل في العمل الكنسي المسكوني منذ انطلاقه بمشواره الكهنوتي، فقد شارك في مؤتمرات أورس - الدنمارك عام 1964 م، ولامبث - لندن عام 1968 م وغيرهما الكثير من المؤتمرات واللقاءات والحوارات سواء مع الكنائس المسيحية الأخرة أو مع علماء وفقهاء الدين الإسلامي، بالإضافة لعمله في خدمة أبناء رعيته في كل مكان، وله مواقفه الوطنية المشهودة إزاء مختلف القضايا المصيرية في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
 
تربطه علاقات صداقة مع العديد من كبار رجال الدينين المسيحي والإسلامي.
 
دراساته العلمية :
مدرسة مار إفرام للسيريان الأرثوذكس للدراسات اللاهوتية بالموصل بالعراق.
الدراسات اللاهوتيه العامة بجامعة نيويورك بنيويورك.
عضو بأكادمية العلوم بالعراق.
عضو فخرى بالأكاديمية العربية بالأردن.
عضو بكلية الدراسات السريانية، كلية لوثرن للدراسات اللاهوتية بشيكاغو 1981.
الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، الدراسات اللاهوتية العامة بنيويورك.
يتكلم السريانية والعربية والإنجليزية بطلاقة وهو معروف بمقدرته العالية على الوعظ المسيحي في الأمور الدينية وله مؤلفات روحية ولغوية وتاريخية عديدة.
احتفل في 14/9/2005 م باليوبيل الفضي لجلوسه على كرسي البطريركية.!!