كتب - أحمد المختار

 في ضوء الأزمات المتلاحقة التي تشهدها كافة بلدان العالم ، جراء تفشي فيروس " كورونا " المُستجد ، و حصده لآلاف الأرواح حول العالم ، و إصاباته التي تعدت معدلات خيالية بطريقة سريعة ، و هي ما دفعت دول العالم لاتخاذ إجراءات صارمة كالحجر الصحي المنزلي و الإغلاق التام ، و في ظل الأخبار السلبية التي تبثها وسائل الإعلام طوال اليوم ، مما بث بالسلبية و حالة من الإحباط و ارتفاع معدلات القلق و التوتر في جميع بقاع العالم .
 
استضاف الإعلامي " حمدي رزق " في برنامجه " نظرة " علي شاشة " صدي البلد " ، الخبير النفسي الدكتور " أحمد عكاشة " ، لتناول الأمور علي طبيعتها .
 
و قال الدكتور " عكاشة " : " لدينا مركز مسئول في " المخ " يا إما تهرب يا إما تواجه تُسمي " اللوزة المخية " ، تفرز العديد من المؤثرات العصبية ، مسئولة عن ارتفاع معدل دقات القلب ، أو تسبب الرعشة ، أو تجعل " الحلق " ناشفا ً، و تجعل الشخص في حالة الخوف ، و تضعك أمام خيارين الهرب أو المواجهة " .
 
نصائح لتجنب القلق 
1 - عليك أن تتجنب الأخبار التي تسبب لديك الخوف و الهلع ، بعدم قراءتها أو استماعها . 
2 - ركز علي المعلومات التي تحاول بها حماية نفسك و حماية من تهتم لأمرهم .
3 - أعرف المعلومات اللي عاوز تعرفها عن فيروس " كورونا " مرة أو اتنين علي مدار اليوم .
 
إيجابيات كورونا 
و تابع الدكتور : " مواقع التواصل الاجتماعي ، تسببت في انخفاض معدل الحميمية للأسرة ، و فترة الجلوس في المنزل ، هي وجه حميد للكورونا ،  فالحميمية و الحب بين الأسرة هي القيمة ، فأي شيء خالي من الحب هو أجوف و خالي من القيمة ، فالعلاقات الأسرية تفرز الحب و الخير " .
 
التشاؤم معدي
و أكمل الدكتور : " السعادة معدية و التفاؤل معدي و أيضاً التشاؤم معدي ، فعندما تري جميع من حولك خائفين ، تصبح خائف مثلهم ، فالابتسامة أيضاً معدية ، فالضحك خير و الابتسامة خير ، فكل من حبناهم في حياتنا منذ الصغر ، كانت الابتسامة لديهم " .
 
الشيوخ
و أوضح : " ربنا عاوز الإنسان سعيد ، لكن رجال الدين عكسوا الآية و بيتكلموا عن الذنوب و النار و السعير ، و رؤيتهم الغير عقلانية للقرآن ، و تفسيرهم لهم ، تسببت في أن يقوم المسلمين بالطقوس خوفاً من عقاب الله ، و ليس حب الله ، فالإيمان بحب يعطيك الأمل ، فللأسف التفكير لدينا يتجه نحو العقاب " .
 
المواطن المصري
و استمر : " الإنسان المصري لديه بذرة جينية ، مش موجودة في أي مكان في العالم ، بالتكافل أثناء الأزمات ، فالعطاء يعطي سعادة للمعطي أكثر من المتلقي ، فأكثر أنواع الخوف بين المصريين ، هي الخوف من المرض و الخوف من الموت " .
 
الإيمان لا يشفي
و استطرد : " الشيوخ الذين يعتبرون الطب هو تأجيل و تأخير للقاء الله ، و حثوا الناس علي عدم دخول العناية المركزة ، دخلوها هم بأنفسهم عندما واجهوا الأمراض علي يدي أنا ، فالعلمانية ليست إلحاد ، فالعلمانية بفتح العين تأتي من العالم ، و ليست بكسر العين فهي ليست من العلم ، بل هي تعني إعمال العقل في النص " .
 
الخوف 
و أضاف : " التربية الخطأ من الآباء و الأمهات تولد الخوف داخل أطفالهم ، حيث أن 80 % من مرضي كورونا ، لا يحتاجون المستشفي ، فالجميع يعلم بأنه لا يوجد علاج ، ولا تصدق أن الأدوية و الحديث عن ظهورها قريباً غير صحيح ، فالتجارب علي الإنسان تحتاج ما يقارب من سنة إلي سنة و نصف ، فأي عقار طبي لكي يحصل علي الموافقات من هيئة الأدوية ، تحتاج مدة كبيرة " .
 
كيف نواجه كورونا ؟
و قال : " الناس المعرضين و المستهدفين من خطر الإصابة بفيروس كورونا و هنا أقصد المسنين ، و من لديهم أمراض مزمنة ، و أمراض نقص المناعة ، لابد من حمايتهم و احتوائهم ، و منعهم من الاختلاط بالآخرين ، مضيفاً أن تخفيف نسبة الإصابة يأتي من العزل المنزلي ، فثلث من لديهم الأعراض هم ليسوا مرضي ، ويحتاجون العزل المنزلي فقط ، فنحن ليس لدينا قرار غير العزلة ، فالهلع يحدث الآلام و توتر و قلق ، تتسبب في ضعف المناعة ، فالوسواس قد يكون مدخلاً للإصابة " .
 
كورونا أصبح نفسي
و اختتم : " هناك الكثير من الحالات التي تأتي لدي في العيادة ، لديهم وسواس ، و خوف ، و يقولون لي إننا مش قادرين نعيش ، فالمشي في الهواء الطلق يحسن الحالة ، و قراءة الكتب القديمة أيضاً تساعد ، فمن الممكن أن يتحول الخوف من كورونا إلي فوبيا " .