كتب – روماني صبري 
أحب التمثيل، لاسيما المسرحي أحبه حبا جما، وعندما أصابه مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، وهو على خشبة مسرح نجيب الريحاني، يجسد دوره في أحدى مسرحيات الفرقة، وفقد النطق، قرر العودة بعدها  للمسرح وتأدية الدور رغم عدم تعافيه بشكل كامل، فاضطر الريحاني بمصارحته بأنه لن يجعله يشارك في العروض حتى يتماثل للشفاء بعد الراحة داخل شقته، ما زاد من حزنه وألمه، حيث رأى أن أبعاده عن المسرح هو الموت بعينه، ولان غرابة هذه الحياة دائما ما جعلت القلوب تطفح بالحيرة، عرف الموت الريحاني قبله، ليصيب بالشلل بعد سماع الخبر، فبقي في المستشفى حتى وافته المنية بعد شهور تذكر من رحيل الريحاني، انه الفنان الجميل "بشارة واكيم" الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.  
 
البداية الفنية .. فرقة رشدي 
ولد واكيم في 5 مارس عام 1890 في حي الفجالة بمحافظة القاهرة، دخل مدرسة الفرير بالخرنفش، وفي عام 1917 تخرج من مدرسة الحقوق ،بدأ عمله عضوا في فرقة عبد الرحمن رشدي ثم عضوا في فرقة جورج أبيض ثم فرقة رمسيس مع الفنان المصري يوسف وهبي ثم كون فرقة فيما بعد، وشارك واكيم في أكثر من 100 فيلم.
 
واكيم و برسوم 
خطى واكيم أولى تجاربه السينمائية عام ١٩٢٣ في فيلم "برسوم يبحث عن وظيفة"، وبعد هذا الفيلم صام عن السينما ٥ سنوات، ومرد ذلك كان تفرغه لتأسيس فرقته المسرحية، ليشارك بعد ذلك في فيلم سينمائي عام 1928 وهو "تحت سماء مصر"، ليصوم عن السينما ثانية قرابة ٦ سنوات، ويعود عام ١٩٣٤ في فيلم "ابن الشعب"، وقرر بعد هذا الفيلم عدم الانقطاع عن السينما فكان يشارك كل عام بأكثر من فيلم، وشهد عام ١٩٤٨اخر أفلامه وهو فيلم "خلود"، حيث مات بعد الفيلم بعام يوم 30 نوفمبر عام 1949.
مترجم وشاعر 
وكونه تخرج من مدرسة الفرير بباب اللوق، نجح واكيم في تعريب المسرحيات والقصص الفرنسية إلي العربية، كما برع في كتابة الشعر، إلا انه رغم ذلك رفض أن يجمع كل قصائده في ديوان شعري، قال آنذاك ان أشعاره تترجم حياته الشخصية، ما يجعلها تخصه هو فقط لا الآخرين.
 
تجاربه الصعبة 
زخمت حياة واكيم بالخسائر منذ شبابه، فعندما قرر السفر إلى فرنسا ، بعد حصوله علي ليسانس الحقوق لاستكمال تعليمه، فشل في تحقيق هذا الحلم بسبب الحرب العالمية الأولي، وفوق ذلك تركته الفتاة التي أحبها وتزوجت غيره، فقرر عدم الزواج حتى الممات، وحكى أن والدته كانت تقول له :" روح إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك"، ما قوى من قراره بعدم الزواج.
 
 في شبابه أيضا وبعد أن ضاق ذرعا من اعتراض أسرته على عمله بالفن وترك مهنة المحاماة، انتقل للعيش في بيت شقيقته الأرملة ليساعدها في تربية أبنائها، كان يقول لها هؤلاء أبنائي، وقبل أن يموت الرجل الذي اشتهر بمسرحيات "حسن ومرقص وكوهين، قسمتي، الدنيا علي كف عفريت"، وأفلام "لعبة الست، ليلي بنت الفقراء، قلبي دليلي، غرام وانتقام، قرر كتابه ثروته لشقيقته وأبناءها.