تراجع الطلب على منتجات التسالي (اللب والفول السوداني والمحمصات) مع تنفيذ قرار حظر التجول أمس الأربعاء، كأحد إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا، بحسب ما قاله التجار.

وقال عماد زكي، تاجر جملة للتسالي و"اللب" إن الأوضاع الحالية في البلاد، تسببت في تراجع طلب تجار التجزئة على المنتجات، وهوما ظهر في تخفيض أصحاب المحلات كمية طلباتهم، أو إلغائها بسبب الإغلاق الجزئي للمحلات.

وكان رئيس مجلس الوزراء، قرر أول أمس، فرض حظر تجول على المواطنين، يبدأ من الساعة السابعة مساء، على أن تغلق المحلات أبوابها من الساعةالخامسة مساء، لمدة 15 يوما، بدأت أمس.

"تاجر التجزئة، كان يحمص 10 شكاير لب في اليوم، سيقللها لشيكارة واحدة، نتيجة لضعف المبيعات وهو ما يجعله يلغي طلبات توريد من تجار الجملة لأنه لن يتمكن من السداد، خاصة وأنه ملزم بدفع إيجار ومصروفات كهرباء وأجور عمالة" بحسب عماد.

ويرى عماد، أن تجار التجزئة والمقالي، ستضطر إلى الإغلاق التام لتقليل مصروفاتها، لتتمكن من سداد مرتبات العاملين لديها، لضمان "فتح بيوتهم".

لا تواجه عماد، أزمة في تراجع الطلب فقط، لكنه يواجه صعوبات أيضًا في الاستيراد، حيث يعتمد استيراد "اللب السوري الأسود" بنسبة 90% على واردات الصين والشحنات التي تصل تخضع للحجر الصحي أكثر من 15 يوما، بحسب ما قاله التاجر.

وقال جمال إبراهيم، صاحب شركة العصام لتجارة التسالي والفول السوداني، إن قرار الحظر ومنع التجمعات، قلل المبيعات بنسبة 75% خلال الأسبوع الماضي، خاصة منع "السينمات والأفراح".

"كنا نورد كميات من الفول السوداني فيما يسمى مزة الفرح، بالإضافة إلى توريد الفشار للسينمات وبخلاف المستهلكين من الباعة العاديين في الشوارع" بحسب جمال.

"التجار ألغو طلبياتهم، كان لدي طلب توريد بـألف كيلو سوداني، خفضها التاجر لـ 200 كيلو فقط لأنه لا يحقق بيع، المناخ العام للناس ليس مجالا للترفيه لكنه مهموم بما يحدث وما قد يطال مستقبله نتيجة هذه الأوضاع".

وكان قرار مجلس الوزارء، تضمن الإغلاق التام، للسينمات وقاعات الأفراح وجور المناسبات، ضمن إجراءات منع تفشي كورونا.

لماذا تراجعت المبيعات؟
يرى عماد، أن فكرة حظر التجول، تنطوي على مخاوف لدى المواطنين، في ظل تهديدات فقدان العمل أو تراجع الدخل، وهو ما يعطي أولوية للسلع الأساسية على حساب سلع التسلية أو الترفيه أو حتى السلع المعمرة.

"الناس تبحث الآن عن الأرز والمكرونة مثلا، خاصة وأنه لا أحد يعلم إلى متى ستسمتر هذه الأزمة، لذلك لن يفكر في التسالي، بالإضافة إلى أن حالة الجلوس في المنزل في هذه الظروف – دمها تقيل ومزاج الناس متعكر – وتصيب الناس باكتئاب" بحسب عماد.

ويقول جمال، إن إلغاء الأفراح، لم يكن العامل الوحيد لتراجع المبيعات، فمنع التجمعات وإلغاء الزيارات الأسرية أثر أيضًا، لأن مواد التسلية كانت تحضر في هذه"اللمة" العائلية.

ونتيجة لتراجع الطلب، في ظل معروض كبير انخفضت الأسعار، ليتراجع سعر كيلو اللب إلى ما بين 25- 28 جنيها مقابل ما بين 29 – 32 جنيها، قبل أسبوع، بحسب عماد.

ويقول أحمد الباشا، رئيس شعبة الغلال بالغرف التجارية، إن حظر التجول "سلاح ذو حدين" سيؤثر على الطلب بشكل متفاوت، على حسب مدة تنفيذه.

"في البداية قد تتحرك المبيعات، لكن مع مرور الوقت لن يكون هناك طلب، لأن التجمع العائلي في المنزل لن يكون للتسلية، كما أن فترة تطبيق الحظر وهي منذ السابعة مساء، هي ذاتها فترة عمل محلات التسلية والمقلة".

ويراهن التجار، على انتهاء أزمة كورونا، قبل موسم أعياد الأقباط والمولد النبوي ورمضان المقبل، لتحريك المبيعات، بالإضافة إلى دخول موسم الصيف وعودة المصايف.