كتب – روماني صبري 
 
في ظل تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد ببلدان العالم، وحصده أرواح الآلاف، راح الكثيرين يطلبون شفاعة القديسة "كورونا"، للقضاء عليه كون اسمها على اسمه، وتعد القديسة كورونا من أشهر القديسات في تاريخ الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وكانت عرفت المسيح حين كانت مارة وقت تعذيب الشهيد" مار بقطر" عام 177 م، وأبصرت وقتها  كم لاقى من عذابات شديدة.
 
صغيرة وضعيفة لكني سأتحمل العذاب 
ظهر ملاكين يعزيان مار بقطر ويواسيانه للتخفيف من عذاباته، أمسك كل منهما أكليلا، فشاهدتهما كورونا غير المسيحية، كان الهدوء والصمت الشديدان يخيمان على المكان فإذا بها تشق الحشود وتصيح صيحة بلغت المسامع :" طوباك يا بقطر، طوبى للعمل المجيد الذي قدمته لله إنني أبصر ملاكين يحمل كل منهما أكليلا رائعا أثمنهما لك والآخر سيصبح لي." 
 
واستطردت تقول :" نعم أنا صغيرة في العمر، وضعيفة الجسد كوني امرأة، لكن بقوة إلهك يسوع المسيح الذي بات إلهي أنا أيضا سأحتمل تنكيل الوالي وعذابه ليكون لي نصيب مع المسيح." 

شجاعتها مع الوالي 
بعد ذلك طفح الغضب بقلب الوالي، فسألها : 
الوالى : ما اسمك أيها الشابة
كورونا : اسمي كورونا ستة عشر عاماً وزوجي جندي
متى تزوجت ؟
منذ أربعة عشر شهرا 
حسنا هيا اسجدي لإلهتنا 
أتظن أيها الوالي أنى أفقد هذا الإكليل الأبدي ؟
أيها الصغيرة المسكينة، إن جنونك هذا سيؤدى بك إلى فقد جمالك وحياتك أيضاً وها أنت ترين بعينيك.
أنني أفضل أن أفقد هذه الأشياء من ملابس ومجوهرات أو حتى ذلك الجسد لأن مسيحي سيفيض عليا بغنى رحمته.
للمرة الثانية أقول لك انهضي يا أمراة وصلى للآلهة.
لا تحاول إرهابي لن أفقد الإكليل ألسمائي من أجل طاعة أوامرك.
 
من المستحيل أن أننكر المسيح 
حين كانت تتحدث كشفت بان الرب جعلها ترى السماء مفتوحة والإكليلين النازلين، وهي كم تخاف أن تفقد الإكليل الثاني، لذلك من المستحيل أن تنكر المسيح بعدما أبصرته. 
 
الشهادة 
غضب الوالي أكثر، فكلف جنوده بتقريب شجرتين كانتا بالقرب منه ثم قام الجنود بربط رجليها ويديها في كل من الشجرتين وعند أعطاء الإشارة تركت الشجرتان وأخذت كل شجره معها نصف جسدها فنالت الشهادة.
من المسيحي'> عصر الاضطهاد المسيحي
ويتحدث كتاب "بستان القديسات" الذي نشرته كنيسة العذراء بجرجا، وكتاب شهداء المسيحية للأنبا يؤانس أسقف الغربية المتوفي، عن قصة حياة الشهيدة كورونا وإنها من أشهر شهداء المسيحي'> عصر الاضطهاد المسيحي.