يعد النفط شريان الحياة للدول الصناعية، حيث يعد أهم مصدر للطاقة في العالم منذ منتصف الخمسينات، وهو نواة العديد من الصناعات، ويدعم منتجات المجتمع بشكل واسع، حيث يعزز تزويد الطاقة بشكل أساسي، ويوفر تدفئة المنازل، الوقود للسيارات  والطائرات لنقل البضائع والأشخاص في جميع أنحاء العالم.
 
و يتم استخدام منتجات النفط المكررة تصنيع جميع المنتجات الكيميائية تقريباً، مثل البلاستيك والأسمدة والمنظفات والدهانات وحتى الأدوية، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من المنتجات الأخرى التي قد لا تتوقعها. 
 
دور النفط في مستقبل الاقتصاد العالمي
 إن التوسع الاقتصادي الملحوظ في الولايات المتحدة والدول الصناعية الأخرى خلال القرن الماضي أو أكثر كان مدفوعاً بإمدادات متزايدة نحو الطاقة منخفضة التكلفة، معظمها من الوقود الأحفوري، و النفط على وجه الخصوص والذي يمثل استهلاكاً عالمياً للطاقة أكثر من أي مصدر آخر.
 
ولكن هناك قلق عالمي في ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر كما كان في الماضي، وكيف ستؤثر الاتجاهات المتغيرة فيما يتعلق بتكلفة النفط والطلب عليه والعرض على الاقتصاد العالمي وتوقعات الاستثمار والنمو الاقتصادي؟.
 
ولقياس أهمية النفط في الاقتصاد العالمي، يؤكد الخبراء أن النفط يمثل أقل من 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولكن معظم رأس المال العالمي مصمم لاستخدام النفط، و عندما يصبح النفط أكثر تكلفة، يصبح رأس المال أقل إنتاجية، و يعتبر النقل عنصر في غاية الأهمية في الاقتصاد العالمي، ويعتمد النقل بشكل كبير على النفط، و لم يتم تطوير تقنيات بديلة مناسبة حتى الآن.
 
سعر البترول
تشير العديد من الدراسات إلى أن صدمات سعر البترول لعبت دور رئيسي في خلق ركود عالمي، وكان ارتفاع النفقات الرأسمالية في صناعة النفط بالفعل مصدر قلق للمستثمرين قبل الانخفاض الحاد في سعر البترول العالمي، ولكن انخفاض الأسعار أثار تخفيضات سريعة في النفقات الرأسمالية، و مع انخفاضات الإنتاج المقابلة لوحظ في كثير من الحالات.
 
و سعر البترول الحالي منخفضة بشكل غير مستدام، وإذا لم تتعاف الأسعار مرة أخرى، فسوف يتضاءل العرض العالمي في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، وزيادة تقلب الأسعار لها عواقب كثيرة، فهناك حدود لسرعة استجابة الصناعة. و على سبيل المثال، بعد انهيار الأسعار في الثمانينيات، لو حدثت قفزة في الأسعار، لما كانت الصناعة قادرة على الاستجابة. 
 
مستقبل تداول النفط
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على الوقود السائل سيستمر في الارتفاع، من 90 مليون برميل في اليوم إلى 105 مليون برميل في اليوم (جميع السوائل) بحلول عام 2035، وتفترض وكالة الطاقة الدولية أن كثافة النفط العالمية (الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي) ستنخفض إلى النصف - أي أن الكفاءة ستتضاعف.
 
سعر النفط في ظل أزمة كورونا
لقد تحطم سعر البترول العالمي، بشكل رئيسي نتيجة لانتشار فيروس كورونا، ووصل إلى أدنى مستوياته التي لم يشهدها منذ عقدين، وأدت التخفيضات في النقل العالمي للركاب والبضائع، إلى جانب إغلاق الشركات والمكاتب والمدارس وإلغاء المؤتمرات والمناسبات العامة، في محاولة للسيطرة على الفيروس، إلى انخفاض الطلب على النفط بمقدار  10 مليون برميل يومياً (10٪ من إجمالي إنتاج السوائل)، ويُعتقد أن عام 2020 قد يكون العام الأول في عقد يتقلص فيه الطلب على النفط بالفعل.
 
خفض إنتاج النفط
في ظل الظروف الاخيرة التي تشهدها الساحة العالمية، فإن العرض الزائد للنفط، يعقبه ارتفاع الأسعار، حيث يتزايد الانخفاض في الإنتاج التقليدي الحالي تدريجياً، مما يعني انخفاض كمية النفط الجديد القادم، على أساس سنوي، لتعويض فقدان الإنتاج الحالي.