عبد المنعم بدوي

كان الأنسان الأول يسكن أفريقيا ، وبالتحديد منطقة القرن الأفريقى ، وعندما بدأ فى الهجره من أفريقيا ليعمر الأرض منذ نحو مائة ألف عام ...  عن طريق سيناء ومنها إلى أوروبا ...  لم يكن جلده أبيض ، ولم يكن شعره أشقر ، ولم تكن عيناه زرقاوتان ، كان داكن البشره والشعر والعينين ، كان متأقلما مع بيئته التى نشأ فيها ، لكنه تغير عندما هاجر الى أوروبا أيضا لكى يتأقلم مع البيئه الجديده ، وقد تم هذا التغير عبر آلاف من الأجيال ..  فالأنسان هو أقدر المخلوقات على التكيف والتأقلم .

والبيئه التى نعيش فيها الأن تتغير بمعدل عير مسيوق ، وكان المفروض أن يظهر الأن أنسان أخر غير الأنسان الحالى يمكنه التعامل مع التغيرات الطبيعيه الحاليه ، وينقرض الأنسان الحالى كما أنقرض الأنسان الأول ...  لكن الأنسان أعتمد على ذكاءه فى أختصار الزمن اللازم للتأقلم ، فأخترع الملابس للوقايه من البرد ، والحيوان والسيارات وخلافه للتنقل ، والأدويه لمحكافحة الأمراض وهكذا  ....

فأصبحت مشكلة الأنسان الحالى هى كيف عليه أن يحيا ويتعامل لا مع الطبيعه التى خلقها الله ، ولكن مع الطبيعه التى صنعها هو ...  فلولا تدخل الأنسان وأختراعه للأدويه وخلافه ، لكان جهازه المناعى الأن يستطيع مقومة الجراثيم ، والميكروبات ،  والفيروسات ...

من المؤكد أن نهاية الأنسان ستكون بسبب المعرفه التى أكتسبها ...  ليته يترك الأمور لصاحب الأمر  .....