قلعة قايتباي هي قلعة مشهورة في الإسكندرية من مصر التاريخية'>معالم مصر التاريخية، وقد كان لها دور هام في تاريخ مصر خاصة في القرون التي تلت بناءها، واستمرت في الدور الدفاعي عن مدينة الإسكندرية حتى القرن التاسع عشر عندما تعرضت للقصف من الأسطول الإنجليزي الغازي لمصر عام 1882م، وبعده تم تهميش وإهمال القلعة تماما لينتقل دورها من الدور الدفاعي إلى الدور الأثري، حيث قامت الحكومة المصرية خلال سنوات القرن العشرين بترميم القلعة من التصدعات والتلف الذي انتشر في الأسوار والأبراج الدفاعية وغرف المراقبة وغيره ليتم تحويلها بعد ذلك إلى مكان أثري لتصبح من أهم الآثار المصرية الإسلامية في مدينة الإسكندرية.

النشأة والتاريخ

أنشأ هذه القلعة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 882 هجريا/1477م مكان منارة الإسكندرية والتي كانت تعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، حيث بنيت المنارة في عهد البطالمة واستمرت قرونا عديدة حتى تعرضت للهدم بسبب الزلازل التي شهدتها مصر خلال العصور الوسطى ثم هدمت تماما في عهد دولة المماليك الشراكسة سنة 777 هجريا/1375م.

لما زار السلطان قايتباي مدينة الإسكندرية توجه إلى موقع المنارة وأمر أن يبنى على أساس المنارة القديم برجا عرف فيما بعد باسم قلعة أو طابية قايتباي، وتم الانتهاء من بناء القلعة بعد عامين من تاريخ إنشاء القلعة، وتشير المصادر التاريخية إلى أن قلعة قايتباي قد بنيت ببعض أحجار المنارة القديمة المندثرة وليس في نفس مكانها فقط، كما أن المنارة نفسها قد بنيت ببعض أطلال المدن الفرعونية القديمة مثل ممفيس وطيبة.

وصف القلعة

تأخذ قلعة قايتباي شكل المربع وتبلغ مساحتها حوالي 150 مترا * 130مترا، ويحيط بها البحر من ثلاث جهات، وتحتوي القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية.

يتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا، وتتكون قلعة قايتباي من ثلاثة طوابق مربعة الشكل الأول عبارة عن مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وكان لهذا المسجد مئذنة ولكنها انهارت مؤخرا، وأيضا ممرات للجنود وهي ممرات محصنة ودفاعية.

ثم الطابق الثاني والذي يتكون من ممرات وقاعات تستخدم من قبل القائمين على القلعة، والطابق الثالث وهو أعلى القلعة به قاعة مجلس السلطان يغطيه قبو متقاطع ويجلس فيه السلطان لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية، وطاحونة للحبوب لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة ومخبز خاص للقلعة، هذا إلى جانب الأبراج الدفاعية وغرف المراقبة والاستطلاع.

التخطيط المعماري للقلعة

بنيت قلعة قايتباي على مساحة تقدر ب17550 مترا مربعا، وقد بنيت على الطراز الدفاعي المكون من أسوار كبيرة منيعة بنيت لزيادة تحصين القلعة، وهذه الأسوار عبارة عن سورين كبيرين من الأحجار الضخمة التي تحيط بالقلعة من الخارج والداخل أعدت لحماية القلعة.

فالسور الأول هو السور الخارجي وهو سور دفاعي طويل ومنيع يلتصق بالقلعة من الجهات الأربع، فالضلع الشرقي من هذا السور يطل على البحر ويبلغ عرضه مترين وارتفاعه ثمانية أمتار ولا يتخلله أي أبراج، أما الضلع الشمالي فيطل على البحر مباشرة وينقسم إلى قسمين الجزء السفلي منه عبارة عن ممر كبير مسقوف مبني فوق الصخر مباشرة به عدة ممرات والجزء العلوي منه فهو عبارة عن ممر به فتحات ضيقة تطل على البحر، أما الضلع الغربي فهو سور ضخم سمكه أكبر من باقي أسوار القلعة يتخلله ثلاثة أبراج مستديرة وهو أقدم الأجزاء الباقية من القلعة، أما الضلع الجنوبي فيطل على الميناء الشرقية ويتخلله ثلاثة أبراج مستديرة ويتوسطه باب.

أما السور الداخلي فقد بني من الحجر ويحيط بالبرج الرئيسي من جميع الجهات ما عدا الجهة الشمالية، ويوجد بهذا السور من الداخل مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت لتكون ثكنات للجند ولا يوجد بها أي فتحات سوى فتحات الأبواب وفتحات مزاغل التي تعمل كفتحات للتهوية من ناحية وكفتحات للدفاع من ناحية أخرى.

أما البرج الرئيسي لقلعة قايتباي  فيوجد بالناحية الشمالية الغربية، وهو بناء مكون من ثلاثة طوابق وتخطيطه مربع الشكل ويخرج من كل ركن من أركانه الأربعة برج دائري يرتفع عن سطح البرج الرئيسي ويضم فتحات لرمي السهام على مستويين، هذا وقد بني هذا البرج من الحجر الجيري الصلد.