محمد حسين يونس
يتخيل البعض .. أنه بإستسلامنا لقواعد و نصائح .. و تعليمات البنك الدولي .. فإننا بذلك نكون قد حولنا المجتمع من راسمالية الدولة الناصرية .. إلي رأسمالية المليرديرات الكومبرادورية . في الواقع نحن في فوضي إقتصادية .. و خيبة .. لم نشهد مثيلا لها من قبل

عمل البشر منذ بداية الوعي .. و حتي اليوم .. من حيث أساليب الإنتاج وعلاقاته .. و مردوده .. هو العامل الأهم الذى يشكل أغلب سلوكياتهم. و ردودد فعلهم و قيمهم العليا .. و توجهاتههم الروحية .

و المجتمعات .. منذ بدأت في التشكيل . تخضع لتميز طبقي مرجعه هونمط العمل السائد بين أفرادها ..أى .. من الذىن يستحوذون علي أدوات الإنتاج و لديهم القدرة علي تمويلة؟ .. ثم من يديرون الإنتاج ؟.. و من ينتجون ؟ .. و من يروجون له ؟.. و من يستهلكونه ؟

كل فئة من هذه الفئات أصبح لها ملامح سلوكية و فكرية .. و تمتلك من المنطق و الدوافع .. ما يختلف عن الفئات الأخرى .. و في بعض الأحيان تناقضها.. فالمنتج يريد تخفيض التكاليف والمبالغة في سعر البيع ..ليجني أرباحا مرتفعة .. و علي العكس المستهلك يريد بنقودة المحدودة أكبر قدر من الإنتاج .

توفر الإنتاج .. و نقصة .. مع زيادة الطلب من عدمة فيما يسمي مجتمع الوفرة أو العكس .... يحكم العلاقة بين الأطراف المختلفة .. و هذة العلاقة تحدد من الذى سيسيطر في النهاية .

المجتمعات .. حتي لا تسقط في دوامات العشوائية .. تضع لنفسها الدساتير و القوانين .. و تحرص علي أن يوجد من بين أفرادها .. من يطبقون هذه الشرائع كرجال دين .. ثم الشرطة و رجال القانون .. وهم عادة من يتولون فرض النظام ..ويعيشون علي ما يمنحهم إياهم المجتمع من حصيلة الضرائب و الجمارك و الرسوم .

المجتمعات المنتجة تحتاج .. لمن يحميها من العدوان الخارجي لأقوام لا ينتجون .. و المجتمعات الضنينة الإنتاج تحتاج لمن يقودها في إتجاه السطو علي الجيران .. و هكذا أصبحت الجيوش تمثل صمام الأمان .. سواء كانت دفاعية أو عدوانية .

الجيوش التي مهمتها حماية المجتمع .. في بعض الأحيان تستبد بهذا المجتمع .. و تفرض عليه مطالبها بالقوة .. هنا يصيب المجتمع خلل أن من ينتجون يجوعون .. و من لا ينتج يستمتع و يعيش في رفاهية .. فتتدهور تدريجيا أساليب الإنتاج .. و تنحط .. و يتدهور المجتمع .. و ينعكس هذا علي الظالمين أنفسهم .. فلا يعد أمامهم مفر إلا خوض حروب عدوانية علي المجتمعات الأكثرإستقلالا .. و إنتاجا .و نهبها

ظل هذا هو الحال حتي نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 عندما بدأ العالم يتحرك في مرحلة أخرى تتعقد فيها الأمور و تداخل(( نكمل حديثنا في يوم ما قادم لو لم تقعدنا الكورونا ))