كتب – روماني صبري 
 
ودع  الدكتور محمد الباز، الكاتب الصحفي، ورئيس تحرير جريدة الدستور، برنامجه "90 دقيقة"، الذي كان يقدمه عبر فضائية "المحور"، وقال الباز عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،:" قطار ٩٠ دقيقة وصل إلى محطته الأخيرة… تنتهي تجربة لتبدأ تجربة أخرى." 
 
غير حيادي ينتهج الشخصنة 
ومؤخرا ضجت منصات التواصل الاجتماعي والشارع المصري بالغضب، من الباز، كونه هاجم رجل الأعمال الوطني المهندس نجيب ساويرس، جراء تصريحاته التلفزيونية الأخيرة، والتي قال فيها أن استمرار وقف النشاط التجاري في مصر بسبب أزمة فيروس كورونا سيتسبب في انهيار الاقتصاد المصري، مطالبا الدولة بعودة العمل عبر طرق أمنة حتى لا يتعرض العاملون لخطر العدوى، فرد عليه الباز بقوله :" ساويرس استفاد من البلد أكثر بكثير مما أعطاه لمصر، ورغم كده طالع يقول هنشوف دماء اقتصادية لو استمر وضع البلد على هذا النحو جراء كورونا، وتابع :" في الوقت اللي الدولة بتقول فيه أهم حاجة صحة المواطنين، نجيب ساويرس طالع يقول الناس ترجع تشتغل أيا كانت الخسائر.. إيه القلب ده؟  ساويرس عنده لو يموت مليون واحد وفلوسه متنقصش جنيه ولا فارق معاه، لما يكون مستثمر استفاد وربح كتير من البلد، ويخلع عن نفسه كل رداء إنساني بهذا الشكل.. مش هتقول كلمة كويسة اسكت.. مش هتقول كلمة تعين الدولة على مواجهة الأزمة نقطنا بسكاتك".
 
وهو ما اعتبره الكثيرين عدم حيادية وانتهاج صريح للشخصنة، كونه تجنى على ساويرس بهذه الاتهامات وانه لا يفكر ألا في جني المزيد من الأرباح على حساب العمال المصريين، مستشهدين بالأعمال الخيرية لعائلة آل ساويرس، لاسيما عندما قررت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، إضافة 100 مليون جنيه إلى ميزانية العام لدعم جهود الدولة في مواجهة فيروس كورونا المستجد COVID 19 لتصل ميزانية المؤسسة في 2020 إلى 290 مليون جنيه.
 
رئيس قناة المحور ينتقده 
كذلك انتقد حسن راتب ، رئيس مجلس إدارة قناة المحور، الباز، وقال له انه من المستحيل أن يقبل بأن تكون قناة المحور أداة  للهجوم على الشخصيات الوطنية والقامات الاقتصادية لاسيما في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد، مختصا الباز عبر مداخلة هاتفية ببرنامجه وقتها " 90 دقيقة"، الذي يبث عبر الفضائية ذاتها :" نحن في وقت يحتاج تتضافر جهود الجميع .. وأنا اقدر واحترم عائلة ساويرس ودورها التاريخي في دعم الاقتصاد المصري.
 
غض الاقباط منه 
حين قتل مسيحيين في المنيا برصاص رقيب شرطة، غضب الاقباط في البلاد، وقتها انتقدهم الباز، واعتبر الحادث جنائي وليس طائفي، مطالبهم بالابتعاد عن هذه الأفكار حتى تحدث فتنة في مصر.
  
البابا شنودة الثالث كان عنده عقده 
كما اغضب الباز ملايين الاقباط حين اتهم في مقاله الذي حمل عنوان " تفكيك دولة البابا شنودة في الكنيسة"، المتنيح البابا شنودة الثالث، بأنه كان يعانى من عقدة حادة جدًا، ورثها من صراعه مع الرئيس السادات، وانه سعى لتأسيس دولة الاقباط، رغم أن البابا شنودة سلك الحياة الرهبانية في شبابه حتى يبتعد عن صخب العالم ويتوحد مع خالقه.
 
وكتب الباز في مقاله :" عندما أعلن الأنبا باخوميوس اسم الأنبا تواضروس بابا للإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لم يكن الخبر سعيدًا لكثيرين ممن أحاطوا بالبابا شنودة، هؤلاء الذين لم يكونوا رجال كهنوت بقدر ما كانوا رجال دولة حاول البابا شنودة أن يؤسسها على عينه، لأنه كان يرى أنه يحمى الأقباط، ولا يجب أن يتركهم للدولة تأكلهم.
 
لم يكن البابا شنودة على حق، كان يعانى من عقدة حادة جدًا، ورثها من صراعه مع الرئيس السادات، وجد نفسه فجأة مجردًا من كل شىء، ليس هذا وفقط، ولكن بدأت الدولة فى البحث عن بديل له، ولم ينقذه من أزمته إلا رصاصات الجماعات المتطرفة التي اغتالت السادات.
 
لم يخرج شنودة من عزلته التى وجد نفسه فيها، حتى بعد أن أصبح هناك رئيس جديد، تصالح مع الجميع واستضافهم فى قصره، وتأخر فى إفساح الطريق أمام البابا حتى العام ١٩٨٥، أى بعد أربع سنوات من اغتيال السادات، وهو ما ترك فى نفس البابا شنودة غصة لم تفارقه أبدًا.
كان البابا شنودة براجماتيًا من الطراز الأول، حوّل محنته إلى منحة، والغريب أن هذه المنحة لم تكن من الله أو من الشعب، ولكنها من عند نفسه، قرر أن يكون رئيسًا لدولة الأقباط، في مقابل رئيس الدولة الذي هو رئيس لبقية جموع الشعب ممن لا يدينون بالمسيحية.
 
لا أتحدث هنا عن جموع الأقباط الذين كانوا يلجئون إلى الكنيسة ويتظاهرون في ساحتها عندما تعترض طريقهم مشكلة، وقتها كان البابا ينحاز إليهم، بصرف النظر عما إذا كان لديهم الحق، أو يقفون على حافة الباطل، كان يتحول إلى قائد في معركة، يُسخّر كل أدواته في الصراع حتى ينتصر، ومن بين أدواته التي كان يتقنها الهروب إلى دير وادي النطرون يعلن الاعتكاف، حتى يضع الدولة في أزمة، وقد فعلها أكثر من مرة.