يعاني عمال العالم من الصدمة، بسبب الركود الذي نتج عن انتشار فيروس كورونا، وفقدان الوظائف، التي وصلت إلى الملايين خلال أسبوع.

ومع تحذير مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا من "أزمة لا مثيل لها"، تعكس التخفيضات من النمسا إلى الولايات المتحدة أعمق ركود في زمن السلام منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تم تجميد الاقتصادات للتغلب على الوباء، وفقاً لـ(جابان تايمز).

- رأي الاقتصاديون

وقال بيتر هوبر، رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية في بنك دويتشه، لوكالة بلومبرج التلفزيونية "بالنظر إلى الألم الذي نراه على المدى القريب في الولايات المتحدة وأوروبا، فهذا أمر غير مسبوق منذ الكساد الكبير، من حيث الحجم".

وحذرت منظمة العمل الدولية الشهر الماضي من فقدان نحو 25 مليون وظيفة إذا لم تتم السيطرة على الفيروس.

وفي مؤسسة جابان مورجان تشيس، يتوقع الاقتصاديون أن مقياس البطالة في الأسواق المتقدمة سوف يقفز 2.7 نقطة مئوية بحلول منتصف هذا العام، بعد أن بدأ في أدنى مستوياته منذ
4 عقود.

ومع تعافي بعض الاقتصادات مع مرور الوقت، فلا يزال من المتوقع ارتفاع معدل البطالة بنسبة 4.6% في الولايات المتحدة و 8.3% في المنطقة الأوروبية بحلول نهاية عام 2021.

- ازدياد طلبات الإعانة في أمريكا

وفي أمريكا سيفقد المزيد من الوظائف أكثر من منطقة الأوروبية أو اليابان، حيث يوجد عبء أكبر على الاحتفاظ بالموظفين أثناء الصدمة.

وكانت أول لمحة عن الدمار في الولايات المتحدة واضحة في تقرير العمل الشهري يوم الجمعة، الذي أظهر انخفاض التوظيف الشهر الماضي للمرة الأولى منذ زمن.

وتراجعت جداول الرواتب بأكثر من 700 ألف، وهو 7 أضعاف ما توقعه الاقتصاديون.

وهذه الأرقام أكثر إثارة للقلق لأنها تغطي فقط بداية الأضرار التي لحقت بسوق العمل في أوائل مارس، قبل بدأ عمليات الحظر والإغلاق والتسريح.

وبالتالي ، هناك ضربة أكبر في الطريق، على الأقل منذ أن ارتفع عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة إلى رقم قياسي بلغ 6.65 مليون في الأسبوع الماضي، وهو أكثر من ضعف الرقم القياسي المسجل في الأسبوع السابق.

وتعادل مجموع الطالبات الذي بلغ 9.96 مليون في هذين الأسبوعين، مع المجموع في الأشهر الستة الأولى من ركود 2007-2009.

- ارتفاع معدلات البطالة في أوروبا

وتنبأت مجموعة جولدمان ساكس هذا الأسبوع بأن البطالة سترتفع قريباً إلى مستوى قياسي يبلغ 15%.

وفي أوروبا أظهر تقرير أن ما يقرب من مليون بريطاني تقدموا بطلبات للحصول على مرتبات الرعاية الاجتماعية في غضون أسبوعين، أي 10 أضعاف العدد العادي.

وكان هناك أيضاً ارتفاع قياسي في طلبات إعانة البطالة في إسبانيا، التي يبلغ معدل البطالة فيها ما يقرب من 14% بالفعل من بين أعلى المعدلات في دول العالم المتقدم.

وقفز معدل النمسا إلى 12%، وهو أعلى مستوى منذ أعقاب الحرب العالمية الثانية.

بينما ارتفعت البطالة الألمانية في مارس ولكن بنسبة أقل، ومثل تقرير الولايات المتحدة استندت هذه البيانات إلى تاريخ وقف الوظائف قبل أن يتم تنفيذ معظم إجراءات الإغلاق.

وتقدمت 470 ألف شركة بطلب للحصول على دعم للأجور من الدولة الألمانية في مارس، وهو رقم من المرجح أن يستمر في الارتفاع، مما يشير إلى أنه حتى الآن يمكن لخمس القوى العاملة تخفيض ساعات العمل.

كما سارعت الشركات الفرنسية إلى الاستفادة من المساعدة الحكومية لإبقاء رواتب العمال.

وتشير بيانات بلدان الشمال الأوروبي بالفعل إلى أن المنطقة تعاني من صدمة كبيرة في التوظيف، مع وجود أكثر من 800 ألف شخص عاطل عن العمل هناك، بما في ذلك ما يزيد عن 620 ألف شخص في إجازة مؤقتة في فنلندا والنرويج ، وفقًا لحسابات بلومبرغ.

- في آسيا

استقرت البطالة اليابانية عند 2.4% في فبراير، ولكن كان هناك انخفاض حاد في نسبة الوظائف المتاحة إلى أدنى مستوى منذ 3 سنوات.

وتظهر التطورات الأخيرة استيعابًا سريعًا لقروض الطوارئ من خلال برنامج حكومي للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم أو يواجهون خصومات في الأجور.

وتم تسجيل ما يقرب من 23 مليون شخص، أو ثلث سكان تايلاند، للحصول على دعم نقدي من الحكومة، منذ أن تم توفيره في 28 مارس.

ويهدف ذلك الدعم إلى تغطية 9 ملايين شخص فقط، وستدفع 455 دولار لكل فرد على مدى ثلاثة أشهر.

وفي الصين قفز معدل البطالة في المناطق الحضرية التي شملها الحظر إلى مستوى قياسي بلغ 6.2 % في فبراير مع إغلاق الأعمال التجارية.

وقد تسبب هذا الانقطاع في طرد ما يقدر بـ8 ملايين شخص من العمل، وفقًا لخبراء اقتصاديين في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية.

على الرغم من أن هذه المرحلة من الأزمة الاقتصادية العالمية قد تكون مقلقة، فقد قال بيتر هوبر من بنك دويتشه "إن التوقعات لن تبدو قاتمة عندما يتوقف تفشي الفيروس، ويعود الطلب إلى الارتفاع".