فى مجلة صباح الخير عام 1967 كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين مقالا عن مقدم الربيع قال فيه :
 
اء الربيع وهو فصل من فصول السنة يقع بين الشتاء والصيف اى فى أيام مارس الى يونيوـ وهو شقيق فصل الخريف الذى يقع بين الصيف والشتاء .
 
هو فصل يحلو فيه الجو ويعتدل فلا هو بارد جدا ولاهو ساخن جدا ، بل شئ بين ذاك وذاك ،بارد فى حرارة وحار فى برودة ، وبمعنى أصح معتدل .
 
ويقال والله اعلم انه فى هذا الفصل يصفو النسيم فيصبح ارق من انفاس الفردوس ، وانقى من قلب الوليد ، ثم يمتزج برائحة الزهور فيبعث في الروح والنشوة .
وبالنسبة للبنى آدمين فيقال انهم يشعرون بنوع من الحماس وتشتعل عواطفهم ، وينتابهم انجذاب سحرى غامض نحو بعضهم البعض ، أو قل اندفاع نحو بعضهم البعض .
 
وبالنسبة للكائنات الحية تنشط شهيتها للحياة فمثلا النباتات تجد انها تخرج اوراقا خضراء جديدة غير الاوراق القديمة التى كانت فى العام الماضى وجفت فى الشتاء ..وهذا شئ ثابت فى الكتب وفى المجلات العلمية وغير العلمية كما انه ثابت بالعين المجردة .
 
والطيور ايضا نجد انها تبيض وترقد على البيض ثم تفقس البيض طيورا جديدة ممائلة للطيور التى سبق ذكرها ، وهذا ايضا يطبق على الحيوانات الثديية والطيور وغيرها من الكائنات الحية .
 
ان اشياء هامة وكثيرة تحدث فى هذا الفصل المسمى بالربيع ، وقد اهتممت بالكتابة عنها لفائدة بعض القراء لانهم اولا لا يحسون بشئ غير عادى يحدث جولهم اللهم الا رائحة العرق التى بدأت تفوح فى الاتوبيس او القطار زاكمة الانوف وهى مسألة يمكن ان تحدث فى اى وقت آخر بسبب المجهود العضلى الشاق الذى يقوم به ركاب الاتوبيس رجالا ونساءا وشيوخا واطفالا .
 
ايضا لان ما يحدث عندنا فعلا هو انتقال مفاجئ سريع بين البرد الشديد والحر الشديد ، أى بين الصيف والشتاء مع رياح نشطة فى بعض الاحيان ، وفى النهاية الدنيا ربيع والجو بديع قفلى على كل المواضيع.