كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الثلاثاء، بعيد تذكار القديسة ليدوينا، حيث يحل عيدها في 14 ابريل.
 
وبحسب المركز الإعلامي الكاثوليكي، كانت القديسة ليدوينا راهبةً ومتصوفة هولنديّة من القرن الخامس عشر. تعرضت عندما كانت مراهقة لحادث وهي تتزلج على الجليد فترك أثرًا بالغًا على حياتها. وقد اهتدى رجلٌ خاطئ بفضل صلواتها وتضرعاتها فاعترف بخطاياه إلاّ أنّه توفيّ بعد فترةٍ وجيزة فلم يتمكن من التوبة حقًا. وبعد فترة، سألت القديسة ملاكها الحارس إن كان لا يزال في المطهر فراودتها هذه الرؤية:
 
“قال الملاك: “ها هو هنا وهو يُعاني كثيرًا. هل أنتِ جاهزة لتكبّد بعض اللآلام لتخفيف بعضًا من آلامه؟” فأجابت: “بالتأكيد، أنا مستعدّة لاحتمال أي ألم من أجل مساعدته.” وعلى الفور، اصطحبها ملاكها الى مكانٍ من التعذيب المُضني. فسألت القديسة مرتعبة “إذًا هل هذا جهنم يا أخي؟ “كلا، يا أختي” أجاب الملاك “إلاّ ان هذا الجزء من المطهر قريبٌ جدًا من جهنم في فظاعته.”
 
كانت ترى من كلّ الجوانب ما يُشبه السجن الكبير تلفه أسوار شاهقة حادة السواد أرعبتها كما أرعبتها الحجار الوحشيّة. وسمعت عند الاقتراب من هذه الحاوية الكئيبة أصوات نحيب وصرخات غضب وأصوات السلاسل وأدوات التعذيب وضربات الجلادين العنيفة. فلا معارك وعواصف العالم كلّه وجلبته تُضاهي بشيء هذه الضوضاء العارمة. فسألت القديسة ليدوينا ملاكها “ما هو إذًا هذا المكان الرهيب؟”فقال لها: “هل تُريدين رؤيته؟” فأجابت مُرتعبة: “كلا، أتوسل إليك! فالصوت الذّي سمعته مخيفٌ لدرجة لم يعد باستطاعتي احتماله فكيف لي إذًا ان استحمل رؤية هذه الفظائع؟.
 
رأت القديسة وهي مستمرةٌ في شق طريقها الغامض ملاكًا يجلس حزينًا على حافة بئر. فسألت مرافقها: “من هذا الملاك؟” فأجاب: “إنّه ملاك الخاطئ الذّي تهتمين به. فنفسه في البئر تخضع لتطهيرٍ خاص.” فلدى سماعها هذه الكلمات، ألقت ليدوينا نظرةً فيها الكثير من الاستفسار على ملاكها فأرادت ان ترى هذه النفس العزيزة على قلبها وان تنقذها من هول هذه الحفرة. ففهم الملاك نظراتها هذه ورفع غطاء البئر فخرجت منه سحابات نار وأكثر الصراخات حزنًا وتألمًا”.فسالها الملاك: “هل تعرفين هذا الصوت؟ ” فأجابت خادمة اللّه: ” للأسف نعم!” فأردف: “هل ترغبين رؤية هذه النفس؟” فبعد ان أجابت إيجابًا دعا الملاك النفس باسمها فرأت عذراؤنا على الفور عند مدخل الحفرة روحًا تكويها النار تُشبه المعدن المتوهج قالت لها بصوتٍ بالكاد يُسمع: “آه يا ليدوينا، يا خادمة اللّه من عساه يُساعدني على رؤية وجه العلي؟.
 
ولدى رؤيتها هذه النفس فريسة النيران، صُدمت قديستنا لدرجة ان الطوق الذّي كان يلف خصرها انشق اثنَين فاستيقظت فجأة ً من نشوتها عندما لم تستطع تحمل المشهد أكثر. فسألها الموجودون عن سبب خوفها فأجابت “آه كم هي مخيفة سجون المطهر! فإنّني وافقتُ على النزول الى هناك لمساعدة النفوس فلولا ذلك ولو أعُطي لي العالم بأسره، لا أوّد أن أعيش الرعب الذّي تسببه لي هذا المشهد المُفجع.”
 
“وبعد بضعة أيام، ظهر لها الملاك الذّي بدا لها محبطاً بغاية السرور فقال لها إن روح الرجل الذّي تحميه قد خرجت من الحفرة وانتقلت إلى المطهر العادي. ولم يشفي ذلك غليل ليدوينا فاستمرت في الصلاة على نيّة مريضها المسكين تطلب أن تتعذب من أجل تخفيف آلامه إلى حين رأت أبواب السماوات تُفتح له.