كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
تحتفل الكنائس الكاثوليكية بمصر، بعيد تذكار الأب داميان دي فوستر"الأب دميان شهيد المحبة
 
ولد هذا القديس في 3 يناير 1840 في بلجيكا، توفي في 15 ابريل 1889 في جزيرة مولوكاي – هاواي عن عمر يناهز 49 عام أعلن تطويبه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1995.
 
الأب داميان هو الاسم الديني لجوزف دي فوستر (1840 – 1889) لراهب بلجيكي ولد في تريميلو قرب لوفان في 3 يناير 1840 ، وكان قد درس الأعمال ولكن عندما بلغ الثامنة عشرة دخل السلك الديني وانضم لجماعة القلب المقدس ليسوع ومريم والمعروف أيضا باسم جماعة بيكبوس، واتخذ اسم داميان.
 
في أكتوبر 1863 وبينما كان ضمن أنظمة أصغر تم إرساله إلى المحيط الهادي فأخذ مكان أخيه الذي منعه المرض من الذهاب، ووصل إلى هونولولو في مارس 1864، وتم تنصيبه قسيسا في ويتسونسايد تلك السنة. هناك أحزنته الحالة السيئة التي يعيشها المجذومون حيث كانت الحكومة الهاوايئية ترسلهم إلى مولوكاي، وكانت لديه رغبه جادة بالذهاب هناك ليخفف عن آلامهم، وفي عام 1873 تطوع ليذهب إلى هناك حيث بقي لنهاية حياته .. كان يخدم في جزيرة ( هاواي ) وفي شهر مايو 1873 حدث في تلك المنطقة حدثا غير حياة الأب داميان فقد انتشر مرض الجذام القاتل وهو المرض الذي أطلق عليه أن المصاب به يفقد نعمة الإحساس بالألم إذ أن المصاب به يفقد أطرافه وتتساقط منه دون أن يشعر بأي الم ويظل هكذا حتى يموت فكانوا ينفون المصابين بهذا المرض إلي جزيرة منعزلة تسمي ( مولوكاى ) واستدعي الأسقف هناك كهنه الأبرشية معربا لهم عن قلقه العميق واهتمامه الشديد بالأوضاع الصعبة لهؤلاء المرضى وانه يريد أن يكرس احد منهم بعض الوقت لخدمة هؤلاء البائسين وعلي الفور وقف الأب داميان بكل حب قائلا اني في كامل الاستعداد بأن ادفن نفسي حيا مع هؤلاء البائسين : كم اود لو اعطي لي ان ابذل حياتي من اجلهم اقتداء بمخلصي الصالح
كان عمره انذاك 33 سنه فقط هل كان يعرف انه لن يعود من جزيرة المجذومين ؟!.
 
 
فلقد تحولت تلك الجزيرة إلي منفي ومعتقل تحت رقابة الحكومة جزيرة مغلقه ممنوع الخروج منها حتي انهم بعثوا للاب داميان .. بما انك دخلت فممنوع ان تخرج ثانية خوفا من نقل المرض الي الخارج .. كانت أوضاع المرضي في هذه الجزيرة لا توصف بلا امل في الشفاء بلا حرية بلا شيء .. كتب الأب داميان في مذكراتة عن هذه الأحوال : كان هؤلاء البائسين المنفيين من المجتمع يعيشون بعضهم مع بعض دون تفرقه بحسب السن او الجنس وكان يقضون أوقاتهم وهم يلعبون الورق ويشربون نوعا من الخمر مصنوعة من الارز المختمر مع كل الفضائح التي كانت تترتب علي ذلك كانت ملابسهم شديدة القذارة بسبب عدم توفر الماء الذي كان ينقل إليهم من مكان بعيد وكان يفوح من نفاياتهم وعرقهم وجروحهم رائحة كريهة قلما يتحملها الوافد الجديد وكان هناك فساد مهين في الأخلاق
والذين أعاقهم البرص إعاقة كاملة كانوا يطردون من البيت ويبحثون عن ملجأ ف الخارج انتظارا للموت لينهي آلامهم.
 
 
 
وبدأ الأب داميان يخدم بكل الحب وسط هؤلاء المجذومين المنبوذين واستطاع أن يبني لهم بيوتا صغيره وبدا منظر المنطقة يتحول تدريجيا ليبدو وكأنه احدي القرى الريفية الصغيرة وكان الأب داميان في غيرته وخدمته الحبية لا يولي اهتماما كبيرا للاحتياطات الوقائية التي بشاءنها أن تقيه هو من شر العدوى فكان يجلس علي مائدتهم ويأكل معهم من نفس الطبق المشترك ويضمد جروحهم ويلعب مع الأطفال المصابين بالمرض وفي وعظه لهم كان يقول لهم دائما ( نحن المجذومين ) مضيفا نفسه لهم وفي سنة 1884 شعر الأب داميان بشئ من التعب فقواه البدنية بدأت تضعف وفي يوم من الأيام وضع سهوا قدمه في مياه ساخنة لدرجه الغليان ولم يشعر بأي الم عندئذ انتبه للأمر لقد أصيب بالجذام فكتب إلي رؤسائه لم يعد لدي أي شك أنى مجذوم وهذا ليس إلا نتيجة طبيعيه ومتوقعه لاختلاطي الطويل مع شعبي واخواتى إلا أنى لم أزال قائما علي قدمي ومع شئ من الاعتدال سوف أواصل نشاطي كما كان في الماضي.
 
 
وفي يوم عيد الميلاد1889 احترقت يده واشتم رائحة لحم مشوي دون أن يشعر بالحرق ! ولكنه أرسل خطابا آخر يقول فيه ..
مازلت سعيدا وفرحا ورغم أنى مريضا جدا وقد تشوه وجهي بعض التشويه إلا إني لا أزال قويا وقادرا بنعمه الرب علي التحمل ولا ارغب في شئ الا ان تتم إرادة الله المقدسة ولولا وجود سر الافخارستيا لما كان موقفي هذا يطاق ولكن بفضل حضور الرب فلا يفارقني السرور والحماس في عملي لكي اسعد اخوتى وأحبائي المجذومين لولا دوام حضور الرب معنا لما استطعت ان احافظ علي عزمي في مقاسمه أوضاع مرضي الجذام كلا لا أريد الشفاء إذا كان ثمنه مغادرتي الجزيرة وتركي لإخوتي المجذومين إنني أتمني ولو بقيت مجهولا في قرية المجذومين حيث احسب نفسي سعيدا ومبسوطا وسط أولادي هؤلاء المرضي اما أنا فأصبحت مجذوما مع المجذومين لأربحهم جميعا للمسيح.
.
 
 
لقد أحرقت نار المحبة ما كان فيه من نواقص كما يحترق القش بالنار وبعد تشوه ملامح وجهه تورمت يداه وتشققتا وعلي اثر ذلك لم يكن في مقدوره أن يتولي أقامه القداس الإلهي فكتب وصيته الأخيرة وألان أموت فقيرا لم يعد لدي شئ.
 
 
 
وتنيح يوم الاثنين 15 ابريل 1889 وهو في ال49 من عمره وهو ما كان موافقا بداية أسبوع الآلام كان قد وصل إلي الجلجثة وقد قال أنه تلقى دعوة للاحتفال بالقيامة في أحضان ألآب السماوي وقد كتبوا علي مقبرته :" في ذكري الأب داميان شهيد محبته لمرضي الجذام .. وإذا ذهبت إلي جزر هاواي ستجد هناك تمثالا للأب داميان كتذكار ورمز للحب العملي كما أنهم طبعوا طابع بريد عليه صورته.