خميس العهد  درب الصليب -6-
Oliver كتبها
-إلي جثسيماني بستان الزيتون ذهب المخلص.جثسيماني أي المعصرة.هناك إعتاد أن يصلي في المعصرة والناس نيام ليجوز بنا المعصرة وحده.
 
- في تاريخنا بساتين متعددة.لما ترك الرب لنا مسئولية أول بستان أفسدناه.كان الفردوس كله حلو فجعلناه مُراً و حصدنا من المُر موتاً و صرنا بالوجع نزيد و بالعرق نعيش.
 
تجسد المسيح و أخذنا إلي بستان الزيتون كي نشاركه الصلاة لكن الجسد الذى إعتاد الضعف نام أما هو فتوجه من آهة بحجم الوجود و عرق لكي نعيش بعرقه و نأكله خبزاً علي الصليب.
 
إستيقظ وحده إبن الإنسان يحارب حروبنا.هناك صار يتوجع عوضاً عن وجع البستان الأول و يتعرق حتي الدم ليرنا إلى ما هو أفضل من البستان الفردوس الأول.
 
البستان الثالث  لما أكمل خلاصنا ظهر لنا  فيه قائماً و تراءى للمجدلية.عادت لنا الأرض بستان النصرة عوضاً عن الكسرة.
 
الآن نحن ننتظر بالروح بستان الملكوت.لننعم أكثر مما فقدنا.و نحيا يوم التعويضات بلا نهاية.
 
- لما أكمل الزارع بستان إنجيله لكي نتريض فيه لخلاصنا دخل بستان جثسيماني لنعاين كيف فى معصرة الزيتون يعتصر قلب فادينا يأخذ على عاتقه أحمالنا المستحيلة لنأخذ نحن حمله الهين.
 
- القلب الرقيق يحمل أثقال العالم كله.لم يكن الثقل في الصليب  الخشبى بل في الخطية أما الصليب فهو سلاح نجاتنا.جاءت الساعة التى فيها تلقى على كتفيه كل الأحمال.
 
هناك في البستان يحمل المسيح خطايا العالم كله كما أشار عليه المعمدان.خطايا الذين هلكوا و ذهبوا إلي الجحيم.خطايا الذين في العالم و خطايا الذين يأتون حتي النهاية.
 
كان الحمل ثقيلاً و كان النوم في أعين تلاميذه ثقيلاً أيضاً كالموت.
 
ليس ممكناً وصف قدر الأحمال التي حملها الحمل الوديع البرئ.كان يتمزق في داخله لكنه يصلي؟ كيف يصلي حاملاً هذا كله؟لولا أنه بلا خطية ما إستطاع أن يتحمل منه شيئاً.
 
لكن صلاته نجاة لنا.شفاعته تحيينا نحن الموتي كتلاميذه النيام. لما حمل آثامنا ظل يتضرع أن يعبر الكأس عنه.
 
- نزف المسيح بكل جزء في جسده.العرق و النزيف إختلطا.الدم يخرج مع الماء تماماً كما حدث علي الصليب.حبيبي أبيض و أحمر.العرق الدامي يسيل لأن أوجاعنا ثقلت عليه.
 
كمن يحمل جبلاً بل جبالاً.جسده في الداخل ينفجر.
 
شعيرات الدم تغادره و تموت و تنبثق خارجة منه مع العرق.
 
المسيح مات بكل خلاياه في البستان ثم أكمل موته علي الصليب.لم يكن العرق سوي موت
 
لم  يكن الدم سوي فقد للحياة.و نحن نيام لا ندر ماذا يحدث في قلب السيد.نرسم البستان بمهارة لكن من يعرف أن يرسم لنا في البستان المرارة.
 
- حين شرب كأس لعناتنا صار بعرقه يغسلنا و بدمه ينضح بالزوفا أي الصليب فنطهر.غسل أقدامنا بالماء و غسل قلوبنا بالدماء.
 
مدينون نحن له بالوجود بالأنفاس بالخلاص بالأبدية.يصلي أن نتحد معه و نحن عنه منفصلون.
 
ما طول أناتك يا زارع البستان.علمتنا أن الصلاة لا تمنع الخائن من التواجد علي مقربة لكن متي أتي بجنوده يسقطون عند قدميك.
 
-عرق الرب جهاد داخلي.لأن الحكم القديم بعرق جبينك تأكل خبزاً صار وصية روحية لا عقابا جسدياً.بجهاد و صراع ننتصر و المسيح في البستان جاهد حتي الدم فتصبب عرقاً دامياً.
 
من لا يعتصر قلبه بالتوبة كيف يحتسب في شركة آلام المسيح.هذه هي الصلاة المقبولة التي تخرج فيها الكلمات كمن يسلم أنفاسه الأخيرة.من يضع حياته في يدي الآب غير مبال لشيء من حوله.
 
صلاته مصنوعة في كل مسام جلده و خلايا جسده كالعرق الدامي فتخرج لا من فمه فحسب بل من كل ما في كيانه .هكذا فعل معلم الصلاة في البستان.
 
لكي إذا ما تلاقت صلواتنا مع ملمحاً من ملامح صلاة يسوع صارت مقبولة .فلا صلاة تصعد إلي السماء  و تجد قبولاً بدونه  .لأن مجد الآب المعلن في المسيح يتكرر مع الذين يتعلمون كيف صلي المسيح بالعرق الدامى.