حمدي رزق
ظهورات العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة نادرة، ولكنها مؤثرة وتحمل رسائل مهمة، ظهر علينا ليعلن تبرع أبطال ومقاتلى القوات المسلحة المصرية بمبلغ 100 مليون جنيه لصالح صندوق «تحيا مصر» لدعم جهود الدولة في مجابهة انتشار فيروس كورونا.

ليس جديدًا على الأسماع، وليس غريبًا من خير أجناد الأرض، من يضحون بأرواحهم فداء لوطن في القلب منهم، توقع منهم الخير كل الخير، هذا جيش عظيم من ضلع شعب عظيم علم البشرية مبادئ الحضارة الإنسانية.

وضرب مثلا، قمة التحضر والرقى ما أتاه الأبطال من تبرع، الإيثار فضيلة تأصلت في نفوس شبابنا وقادتنا في القوات المسلحة، يسابقون في الخيرات، وسارعوا لنجدة منكوبى الجائحة، رجال يضحون بالغالى والنفيس مرضاة لهذا الشعب من بعد رضاء الله سبحانه وتعالى مطلع على العباد.

ما أغناهم عن مثل هذه السطور، الغنى غنى النفس، وهؤلاء يضحون بالنفس عن طيب خاطر، في الوحدات العسكرية رجال أعينهم ساهرة على حماية الحدود، لا يتلهون عن ذكر الوطن بعد ذكره سبحانه وتعالى، ويضربون الأمثال، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.

رجال القوات المسلحة ليسوا في رفاهة ورغد عيش بل في مشقة وجهاد، ولكنهم يقتطعون من قوتهم ليسدوا رمقا، وليعينوا ضعيفا، وليستروا بيوتًا تترجى الستر من الله سبحانه وتعالى، نعم 100 مليون جنيه، 100 مليون محبة، نواية تسند صندوق «تحيا مصر» الذي في أمس الحاجة لرسالة بخمسة جنيهات يتبرع بها مواطن صالح لأجل حياة أغلى اسم في الوجود.

بارك الله في الجنود، وسدد الله خطى القادة والضباط والصف، لما يحبه سبحانه ويرضاه، ويرضيهم من فضله، ويعوضهم خيرا، وما نقص مال من تبرع، الرسالة بعلم الوصول، رسالة طيبة في أيام مباركة، رسالة حب، يكتب سطورها رجال عاهدوا الله على نصرة هذا الشعب في السراء والضراء وحين البأس.

كل جنيه تبرع به جندى مجند على خط المواجهة، خليق بالتدبر، درس في الإيثار، يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، وسبق أن ذكر القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعضا من تضحيات رجال القوات المسلحة في سنوات مضت من رواتبهم ومخصصاتهم دون منة أو فضل، بل حق مستحق لشعب أنجب هؤلاء الأبطال، خير أجناد الأرض، من بين الصلب والترائب.

صنيعهم وجميلهم على الرؤوس، وهم تاج الرؤوس، وكل منهم مشروع شهيد، الشهداء الأحياء يتبرعون بأموالهم قربى لهذا الشعب الذي ربى وكبر رجالا، فلما وقعت الجائحة كانوا سندا وعونا، سندا بإمكاناتهم في حرب الفيروس، وجاهزية ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعونا في الشدة بتبرع كريم، لا يصدق وصف «تبرع رمزى» هنا، بل آية طيبة من آيات طيبات يسطرها رجال سطروا النصر تلو النصر، والشهادة تلو الشهادة، ولا يمررون مناسبة إلا وكانوا في ظهر شعبهم، جبر الخواطر شيمة من شيم الرجال السمر الشداد.
نقلا عن المصرى اليوم