كتب – نعيم يوسف
لا يتخيل أحد أن الخجل والحياء قد يقود صاحبه إلى اختراع عظيم، يغير مجال الطب عامة، ويقلبه رأسا على عقب، مثل ما حدث مع الطبيب الفرنسي رينيه لينيك، والذي اخترع السماعة الطبية.
 
من أسرة متدينة
في 17 فبراير، عام 1781م، ومن أسرة مسيحية كاثوليكية، متدينة، ولد رينيه لينيك، في منطقة كامبار، بفرنسا، واستكمل تعليمه، حتى أصبح طبيبًا.
الطب قبل "لينيك"
كان الأطباء وقتها عندما يفحصون مريضا، يضعون أذنيهم على صدره لكي يسمعون صوت نبضات قلبه، بالإضافة إلى عدة وسائل أخرى، ومنها طرح الأسئلة عليه، وفحص حرارته باللمس، في محاولة لتحديد نوع مرضه.
 
موقف فارق في الحياة
ذات يوم، استدعي "لينيك"، لفحص فتاة شابة، ويبدو أنها كانت مصابة بمرض في القلب، وكان لابد أن يفحص نبضات قلبها، ولكنه شعر بحرج من وضع رأسه على صدرها، فتفحص المكان حوله، فوجد صحيفة ورقية، فقرر استخدامها لكي يخرج من دائرة الحرج، ومن هنا جاءت فكرة السماعة الطبية.
 
يروي "لينيك"، هذا الموقف ويقول: "شعرتُ بحرج شديد أمام هذه المرأة الشابة، وفجأة تذكرتُ لعبة كنا نلعبها صغاراً عندما كنا نضع قطعة مِنَ الخشب قرب الأذن نستطيع بواسطتها أنْ نسمع لمس دبوس صغير في طرفها الآخر بوضوح تام مهما كان لمس الدبوس لطيفاً. ولمحتُ صحيفة يومية كانت ملقاة إلى جانب طاولة الفحص، فقمتُ فوراً بلف الصحيفة بشكل أنبوب، وضعتُ أحد طرفيه على صدر المريضة في منطقة القلب مباشرة، ووضعتُ الطرف الآخر مِنْ هذا الأنبوب الورقي قرب أذني. وكانت دهشتي عظيمة وسعادتي غامرة عندما سمعتُ دقات قلبها بوضوح".
 
بداية إنجاز عظيم
خرج الطبيب الفرنسي من هذا المكان وبدأ في تطوير ابتكاره، الذي أصبح فيما بعد واحدًا من أهم الأجهزة الطبية المستخدمة في العالم، بل أصبحت رمزًا للأطباء في كل العالم.
 
الموت بالمرض
في أواخر حياته، التي كانت قصيرة جدا، أصيب بمرض الربو والسل، وتوفي سنة 1826، عن عمر يناهز الـ45 عامًا، بعد صراع مع المرض.
 
وصيته.. وسيرته
أوصى "لينيك" بسماعاته إلى نجل أخيه – وهو طبيب أيضا- ونشر كتابا يروي فيه تجربته واختراعه الذي أصبح علامة لكل أطباء العالم كله، ووقيل إنه كان متدينا بشكل كبير، ورجل لطيف ومحب للفقراء.