Oliver كتبها 
- قام المسيح و ظهر لكثيرين.كل ظهور من ظهورات السيد المسيح كان من أجل تدبير خاص و قصد إلهي في قلب مسيح القيامة.
أكثر من عشر مرات ظهر المسيح لبعد قيامته و ترك لنا شهوداَ أمناء.
 
- ظهور الرب للتلاميذ و حديثه الشخصي لتوما الرسول سيبقى عين ماء حي يفيض على الكثيرين بأفكار روحية مثمرة.
 
لقد إستفاض البعض في الهجوم علي التلميذ العظيم توما الرسول و وصفوه بالشكاك؟لأنهم إعتبروا رغبته في إستخدام المنطق العقلي مدخلاً للإيمان أمراً يعيبه مع أننا يمكن أن نتأمله برؤية مختلفة.
 
-الذى يتابع المواقف التي كان توما الرسول شريكا فيها يتيقن أن شخصيته عقلانية تستخدم التفكير المنطقي من أجل المعرفة.أسئلة التلميذ توما في الإنجيل مثمرة لكل البشرية.
 
حين أخبر الرب تلاميذه أن لعازر نام و هو يقصد مات ظنوه يتكلم عن النوم العادى فقالوا إن كان قد نام فهو يشفى.إن النوم ليس مرضاً و لا يحتاج  الإنسان معجزة ليصحو من نومه.
 
فجميعهم إستخدموا المنطق البشرى.أما المسيح فقال أنه مات و أنا لم أكن هناك( لتؤمنوا) ,كلمة (لتؤمنوا) فهمها توما الرسول أنها تعني أن المسيح قد قرر أن يصنع معجزة تجعلهم يؤمنوا بشخصه الإله المتجسد ,فماذا قال توما؟ لنذهب نحن أيضاً كي نموت معه بمعنى:إن كنت يا رب ستتمجد في موت لعازر و تصنع المعجزة فلا يهم لو متنا نحن أيضاً معه فسنختبر عملك و تتمجد معنا نحن أيضاً.كان التلاميذ يفكرون في قلوبهم و كان توما يفكر بصوت عال. 
 
- مرة ثانية قال الرب أنه  سيمض و يعد مكانا لهم و قال تعلمون اين اذهب و تعرفون الطريق.
 
أما توما فأجاب بمنطقه العقلانى .
 
لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟.لم يحتقر الرب عقل توما و لا عقل أي إنسان بل استخدم العقل مدخلاً للإيمان. ليصف لنا شخصه الأبدي قائلاً : أنا هو الطريق و الحق و الحياة.يو14.كان منطق توما وسيلة إستخدمها الرب يسوع ليرتقى بنا إلي شخصه و فكره السماوى.
 
- لسبب مجهول لم يكن توما الرسول مع أخوته التلاميذ حين ظهر لهم الرب يسوع أول مرة في العلية.
فلما رجع أخبره التلاميذ بما عاينوا و سمعوا من المسيح القائم من بين الأموات.لقد فعل المسيح علي الأقل ثلاثة أمور هامة.الأول هو  ظهر وسطهم و منحهم السلام و تبدل الخوف.الثاني أنه أراهم يديه و جنبه.
 
الثالث أنه نفخ فيهم الروح القدس و منحهم سلطان الكهنوت للحل والربط.فلما سمع توما هذا إعتبر نفسه أنه ينقص عن بقية أخوته.فلا هو رأي يديه و جنبه و لا نال سلاماً مثلهم و لا أخذ  نفخة الروح القدس وسلطان الكهنوت .
 
شعر توما أنه فقد الكثير حين لم يكن حاضراً.
 
هو الآن بالمنطق البشرى لا يعتبر نفسه مساوى لأخوته التلاميذ فماذا يساويه معهم؟أن يأخذ السلام مثلهم و أن يبصر مثلهم آثار المسامير في يديه ويضع أصبعه فيهما  و في جنبه كي يشعر أنه ليس أقل من بقية التلاميذ و أن ينال الروح القدس و سلطان الكهنوت.
 
- ظهر الرب خصيصاً للتلاميذ و معهم توما قائلاً سلام لكم .
 
ها أن توما تحقق له الحق الأول في سلام المسيح .
 
ثم كان حديثه مع توما وحده لكي لا يشعر بأنه أقل من بقية التلاميذ حسب منطقه العقلانى.و ما رآه البعض شكاً رآه المسيح حقاً لتوما.فقال يا توما إقترب منى  إلى هنا هات إصبعك و أبصر يدى و هات يدك و ضعها فى جنبى. و تحقق لتوما حقه الثانى.
 
العقل يمكن أن يبدأ الإيمان لكن لا يمكنه أن يكمل.كالمفتاح يفتح الباب ثم تضعه بعد ذلك في زوايا المكان.
 
-ظهور الرب يسوع و كشفه لآثار المسامير و الطعنة في جنبه يؤكد للبشرية أن المسيح لم يفارق ناسوته لا قبل القيامة و لا بعد القيامة.
 
هذا الظهور يعلمنا أن أجسادنا لن تصبح أرواحاً بل ستبق جسداً لكنها سوف تستنير كشبه جسد الرب يسوع.قوانين الأرض ستزول مع الأرض و ستخضع أجسادنا لقوانين السماء.
 
كل ظهورات الرب يسوع بعد القيامة تؤكد ناسوته كما أنه قبل القيامة أكد لاهوته بطرق متنوعة.صاح توما (ربى و إلهى) و آمن بالرب الإله يسوع المسيح.
 
قدام قيامة الرب يسوع يبطل المنطق البشرى ليسود المنطق الإلهي.كان رد الرب يسوع يتفق مع ما يدور داخل كيان توما الرسول.
 
لأنك رأيت يا توما فآمنت.طوبى للذين آمنوا و لم يروا.كنت تفكر في المساواة مع بقية التلاميذ ,أنا أقول لك يا توما أن الذين آمنوا و لم يروا لهم التطويب ولهم نفس حقوق الذين رأوا.
 
أنت لم تفقد شيئاً إذا تجاوزتك الرؤى لأنك بالإيمان تنال ما ناله غيرك بالعيان. نفس سلام المسيح ,و سلطان البنوة و فرح القيامة .الإيمان ظهور و حضورالرب يسوع في القلب.المسيح يؤكد لتوما أنه لم يفقد شيئاً طالما يؤمن.ذابت الدونية من قلب توما واطمأن علي الحق الثالث.
 
-أخذ توما الحق الثالث بالإيمان.
تذكر بالروح ما سبق أن عاينه حين ظهر لهم المسيح في الجليل و منحهم نفس السلطان بعد اسبوع من قيامته.
 
مت28: 17.بالإيمان تذكر أن الروح القدس سيحل علي المؤمنين بعد القيامة يو7: 39.أع1: 5.بالإيمان تعلم توما أن حلول الروح القدس سيتم بعد الصعود و ليس قبله يو16: 7, أع1: 2 أع2: 33.
 
كانت نفخة المسيح من أجل منح سلطان الكهنوت و أيضاً تهيئة التلاميذ لقبول الروح القدس حين يحل عليهم يوم الخمسين.كى تفرح قلوبهم بحلوله و سكناه داخلهم.لم تكن النفخة بديلاً عن حلول الروح يوم الخمسين أع 1: 8 يو16: 7.لما قال توما ربي و إلهي نال الحق الثالث من ظهور الرب لأخوته.
 
- إقبلوا الروح القدس: كل ما نستطيعه هو أن نقبل الروح القدس.نحن لا نستطيع أن نجعله يحل فينا بل المسيح  الحي من الأموات وحده يستطيع .الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد لنتأهل لسكني الروح القدس.
 
المسيح هو من  يرسل الروح فيحل فينا.نحن فقط نقبل الروح القدس و نتفاعل مع عمله فينا لكن سلطان الروح هو للروح وحده أع 15 : 8.لذلك لم يدعي أي تلميذ في كرازته أنه يرسل الروح بل فقط كانوا يطلبون من المؤمنين أن يقبلوا الروح القدس أع2: 38,أع5: 32,أع8: 17,أع19: 2.
 
هذا ما تعلمه توما و التلاميذ فى هذا الظهور.
 
و قد قبل القديس توما الروح القدس و لم ينقص عن التلاميذ شيئاً.
 
- جميل حبيبنا يسوع.
هو صانع العقل و هو مانح الإيمان.يعرف كيف يجتذب العقلاني و يحتذب الروحاني.
 
يقدس المشاعر كما فعل في ظهوره للمجدلية و يقدس العقل كما في ظهوره لتوما الرسول.البعض يبدأ بالعقل ليصل للإيمان لكن الذي يبدأ بالإيمان يصل إلي السماء.لهذا طوبي للذين آمنوا و لم يروا.هذا درس الظهور العظيم لرب القيامة و ملك المجد يسوع المسيح.