د.ماجد عزت إسرائيل      

  هاجم الدكتور يوسف زيدان الكتاب المقدس والفكر المسيحي والنصوص المسيحية مع الإعلامي وائل الإبراشي يوم( 15 أبريل 2020م) من خلال برنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى بالتلفزيون المصرى، حيث تحدث عن الجهاد على أنه مفهوم مسيحى وليس إسلامى،حيث فسر لنا آية على أساس أنها ضمن نصوص الكتاب المقدس.
 
ومن الجدير بالذكر سبق للدكتور يوسف زيدان الهجوم على المسيحية من خلال رواية "عزازيل" التى صدرت عن دار الشروق عام( 2008م)،وأيضًا "اللاهوت العربي" صدرت عن دار الشروق عام(2009م)،واليوم من خلال "مفهوم الجهاد في المسيحية". 
 
 على الرغم من أن العالم حاليًا أعلن الحرب على الجانحة فيروس كورونا. إلا أن الدكتور "يوسف زيدان" أعلن لنا مفهوم الجهاد المسيحي من خلال برنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى بالتلفزيون المصرى مع الإعلامي وائل الإبراشي،حيث ذكر قائلاً:" الجهاد هو مفهوم مسيحي وليس مفهوم إسلامي"  ودلل الدكتور يوسف زيدان على كلامه من خلال آية إنجيلية هذا نصها:" جاهد فى سبيل يسوع كما يجاهد الجندى الصالح فى سبيل سيده". حيث أكد الدكتور "زيدان" على أنه لا يختلق أمور من عند نفسه،  وهذه الآية موجودة ضمن نصوص العهد الجديد حيث ذكر قائلاً: "هـــاتوا أى كتاب عهــــد جديد وافتـــــحوه".
 
للأسف الشديد يا دكتور" زيدان" بعد ما فتحنا العهد الجديد لم نجد هذه الآية، ربما تجدها في إنجيلك الجديد الذي ألفته من أجل الشو الإعلامي
وفي حواره أصر الدكتور يوسف زيدان على وجود هذه الآية ضمن نصوص الكتاب المقدس. كما أشار على السادة المشاهدين بالبحث عنها ضمن العهد الجديد.
 
وبعد البحث وجدنا ضمن كتابنا المقدس آيات تدل على الجهاد الروحي حيث ذكر معلمنا بولس الرسول (في رسالته الأولى إلى تيموثاوس حيث ذكر قائلاً: "جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ." (1 تي 6: 12). وأيضًا في رسالته الثانية إلى تيموثاوس حيث ذكر قائلاً:  "قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ.وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا." (2 تي 4: 7- 8). هنا نؤكد على أن الجهاد في المسيحية هو الجهاد الروحي ضد الخطية وضد الشهوة، وضد تسلط الجسد علي الروح، وضد محبة المال وتعظم المعيشة، وليس جهاد حربي أو إرهابي.
 
  على أية حال، يا دكتور يوسف زيدان نصوص الكتاب المقدس والسيد المسيح في رسالته وتبشيره بالمسيحية لم يستخدم القوة ضد من يعاديه؟ ألم يقل: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (مت5: 44)، أيضًا ذكر للقديس بطرس قائلاً: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" (مت26: 52). كما مارس تلاميذ ورسل السيد المسيح مفهوم الجهاد المسيحي السليم الذي يدعو لتحمل وتقبل الآخر حيث ذكر القديس بولس الرسول قائلاً: "وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ" (1كو4: 12- 13). 
 
وأخيراً، نصلى إلى الله ببركة قوة قيامة الرب يسوع، وشفاعة أمّه القديسة مريم العذراء أن يمنح الشّفاء التّامّ للمصابين بوباء كورونا، ويزيل هذا الوباء من العالم، ويمنّ على مصرنا الحبيبة بكل طوائفها وجميع العالم بالخير والبركة والسّلام والأمان.