ايمن منير
احد الاسئلة التي جأتني-
إلهي عندما رأني قد اخطئت لم يترُكني وانفصل عنّي .. ولكنهُ نزل من سمائهِ ووضع نفسه بديلاً عني - هو معندهوش حاجة اسمها العفو وهو على عرشه - ومعندوش قوة تمنعنى ان اُخطئ - وهل نزولهُ وبهدلتهُ منعت الخطايا - محنا غرقانين فيها لغاية دلوقتى
————————————————

الله في عدله مُحب ومحبتهُ عادلة .. عندما وضع وصية وكسَّرها ادم وحواء وكانت عقوبتها الموت .. اكتفي الله بموتهم المعنوي وهو الانفصال عنهُ بعد ان كان يُكلمهما بالجنة التي كانت علي الارض وكانت لهما دالة بهِ وكانا يعيشان كملائكة الله في السماء لذلك حسدهُما الشيطان وجربهُما واستكثر عليهِما الوجود في حضرة الله ورعايتهُ لهُما وهوا الذي عوقب بالسقوط وعذاب البحيرة المُتقدة بالنار والكبريت لانه تعالي علي الله جل شأنهُ وتكبر وقال اصعد فوق كواكب الله واضع كرسي واصير مثل العلي وحينما سقط حدثت حرب بين رئيس الملائكة ميخائيل وكوكب الصبح المُنير ( سطنائيل ) وهو الذي اخذ رتبتهُ ميخائيل لانهُ قال لهُ مي كا يل وهذا معني اسم ميخائيل ( من مثل الله ) لذلك حسد الانسان المخلوق من تُراب وهو المخلوق من نار يهلك ومنذ ذلك الحين وهو يُحارب ابناء الله .. هُناك فارق كبير بين الخطيئة الوحيدة الجديةِ التي بسببها طُرد ابائنا الاولين وبين مايحدُث الان من خطايا لهُ تكفير بالتوبة والاعتراف وطلب مراحم الله وانما هذه هي الوحيدة التي وضع لها الله حُكما مُسبباً بعقوبة الموت وطردهما من الجنة ووضع لحراستها كروباً بلهيب سيف مُتقلب .. وقال لادم بعرق وجهك تأكل خبزك شوكاً وحسكاً تُنبت لك الارض وقال لحواء بالوجع والالم تلدين ابناءً والي زوجك يكون اشتياقك وهو يسود عليكِ وعاقب الحية التي كانت تسعي بارجُل وتقمصها الشيطان ابليس بأن تسعي علي بطنها وقال ان نسل المرأة يسحق رأس الحية ( يسوع المسيح الله المُتجسد ) وهذه نبؤة عن التَجسُد بسفر التكوين .. بقيت عقوبة الموت فعاقبهُما بالموت المعنوي وهو الانفصال عنهُ وحدثت خصومة بين السماء والارض حتي ان جميع المُنتقلين قبل مجيئ المُخلص وموتهُ فداء عن كل البشر علي الصليب .. كان جميع المُنتقلين الابرار يذهبون الي جُهنم مع الاشرار علي انتظار ورجاء القيامة والفداء .. وهذا ما فعلهُ الرب بموته علي الصليب لم تنفصل ( نفسه عن لاهوته ) ولا ( جسدهُ عن لاهوته ) ولكن الذي انفصل النفس عن الجسد وكلاهما مُتصلاً باللاهوت .. اول شيئ بعد موته نزل بالروح وبلاهوتهِ الي طبقات الارض السُفلي عاتقاً الذين كانوا في جُهنم من الابرار واخذاً معهُ ايضاً اللص اليمين الذي وعدهُ علي الصليب بانهُ اليوم تكون معي بالفردوس .. انت حينما تًخطئ في حق ملك ارضي وليس الله حتي وان لم يكن هذا الملك الارضي واضعاً عقوبةً وحُكما بالموت مُسبقاً فسوف يحكم به بعد خطئك ان كنت تستحق هذا العقاب .. فمن الذي يشفع لك عند هذا الملك الارضي الا ملك مُساوي ومعادلاً لهُ حتي يعتقك من حُكم الموت ( هذا مثال والقياس مع الفارق ) فالخطيئة كانت في حق الله الذي وضع وصيةً تم كسرها وكانت مصحوبةً بحكم الموت الذي ( اكتفي الله فيه فقط بالموت المعنوي الي حين ) الله كلي القدرة والعدل والمحبة الا محدود في قدرته وجلالهُ .. فحينما يتكلم بشيئ لا يُرد ولا يستطيع احداً مُعارضتهُ ولانه عادل نفذ حُكم الموت في نفسه اتياً مُتجسداً ( اقنوم العقل الكلمة المُتجسد - اللوغوس عقل الله الناطق او نطق الله العاقل ) وحينما وجُد علي الارض كان بذاتهِ ايضاً يملأ كل الكون وبروحه فالله موجود بذاتهِ ناطق بكلمتهِ حي بروحهِ

وهؤلاء الثلاثة اقانيم هُم واحد فالله واحد مُثلث الاقانيم وكلمة اقنوم تعني كيان فكما انت جسد ونفس وروح وانت شخص واحد كذلك الله .. فالذي تجسد كلمتهُ أخذاً جسداً من سيدتنا كلُنا العذراء مريم المُطوبة لديكم بالقرأن وكذلك يقول القرأن ولم يُخطئ ..! ان المسيح عيسي بن مريم كلمة الله وروح منهُ ولم يكتفي فقط بانه كلمتهُ بل روحهُ ايضاً ليؤكد علي لاهوت المسيح ..

ولانه لايستطيع احد تنفيذ الفداء لان الجميع يُخطئون والجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله ليس من يفعل صلاحاً ليس ولا واحد .. حتي الملائكة ايضاً اخطئو وبعد ذلك عصمهم الله .. فلا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبياً يستطيع القيام بعمل الفداء والخلاص وسداد هذا الدين لله ( دين حُكم وعقوبة الموت ) فالذي يُكفِر عن خطايا الانسان يجب ان يكون بلا خطيئة ولا احد بلا خطيئة الا هو جل شأنهُ ( لذلك سدد الدين لنفسه ) لانهُ احب الانسان فأنت غاليَّ جداً علي قلب من خلقك فالهنا في محبتهِ واهتمامهِ لايُعاملنا كالدمي وعرائس الماريونت يُحركها بخيوط وحبال ولكنهُ خلقك حر الارادة مُخيراً لذلك وانت مُخير فعلت الخطيئة ولانه يصعُب علي قلب وفكر الله هلاكك بفعل عقوبة وضعها هو وقد وضعها لانه يعرف بعلمهُ السابق بان الانسان سوف يسقط في هذا الاختبار فهو يعرف ايضاً بانهُ سوف يقوم بعمل الفداء في ملئ الزمان ( اي في الوقت الذي حددهُ هو ورأهُ حسناً في عينيه ) لذلك كل نبؤات العهد القديم والتوراة تتحدث عن مجيئ المسيح فداء عن العالم .. ولانهُ احب صورتنا التي سوف يتجسد بها قال إنا خلقنا الانسان علي صورتنا كشبهنا فالانسان لهُ روح وجسد( جسدك يشمل عقلك ) ونفس .. وانت انسانًُ واحد .. الله وهو مُتجسداً طفلاً صغيراً بالمزود كان يملأ كل الكون بذاتهِ كذلك لاهوتهُ لم ينفصل لا عن ذاتهِ ولا عن كلمتهُ يسوع المُتجسد ولا عن روحهِ

ثم اعطانا جسدهُ ودمهُ كفاره عن الخطايا التي تحدُث بعد ذلك والمعمودية ايضاً تُعيد الانسان الي حالة ماقبل السقوط وكانهُ لم يفعل خطيئة والتوبة والاعتراف والاتحاد به من خلال اسرار الكنيسة وسر الافخارستيا الذي هو مثال الكفارة التي حدثت علي الصليب

لذلك والرب علي الصليب لم يستطع ابليس وضع شوكة الموت ولذلك قام المسيح مُنتصراً من بين الاموات كاسراً شوكة الموت .. وقال اين غلبتك ياهاوية اين شوكتك ياموت .. وقد قيد الشيطان وهو علي الصليب لان الشيطان لو لم يكن مُقيداً علي الاقل مشلولة حركتهُ فلا يستطيع التغلب عليك الا بمُحاربة افكارك .. الشيطان قال عنه الكتاب انه رئيس هذا العالم ورئيس سُلطان الهواء لو لم يُقيَّد علي الصليب لكان اهلك الانسان بالموت والهلاك الفعلي والفوري وليس بالفكر فقط

الله مُحب وعادل ( عدله عدلاً مُحباً ومحبتهِ محبةً عادلة ) لا يُمكن ان نفصل محبة الله عن عدلهِ فهو الله الذي به كل الصفات الحسنة بشكل لا محدود وليس لدية تغيير ولا ظل دوران الله هو هو امس واليوم والي الابد

لذلك بقيَّ فقط حُكم الموت الفعلي والهلاك للانسان وهذا ماتجسد الرب يسوع لأجلهُ مُعطياً خلاصاً وفداءً للجنس ألبشري