كتب جريدة الأهالي في أبريل 10, 2020

*بقلم د.جهاد عوده: بمناسبة إحتفالات حزب التجمع اليوم الجمعة بمرور 44 عاما على تأسيسه ،يشارك الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، وخبير التقديرات الاستراتيجية،بهذا المقال الذي أرسله لـ”الأهالي” ..


تتصف التحولات التي حدثت في الرأسمالية ما بعد الحداثة بمعلميين :
1- أصبحت الشركات أكثر انتشارًا واقل استقرار و وتميل فى الاغلب الاعم الى الفساد. وهذا على نقيض من بيروقراطية “القفص الحديدي” التي وصفها ماكس فيبر – تلك الهياكل المؤسسية الشبيهة بالهرم التي يعرف الأفراد هويتهم الراسماليه من حيث طبيعةن الانتاج او التوزيع و ما يخططون للمستقبل . الشركات ما بعد الحداثة لا توفر استقرارا طويل المدى أو فوائد قانونية واضحة أو رأس مال اجتماعي يتسم بوظيفيو اجتماعية محددة أو ثقة واضحة بين المساهميين والملاك والمدريين. كانت رأسمالية القرن التاسع عشر حتى الستنيات من القران العشرين لها طبيعة عسكرية فى تقسيم العمل وفى التكاتف الاجتماعى.

2- يواجه معظم العمال عدم اليقين ويجدون صعوبة في تصور وظفية الحياة ويرجع هذا ربما بسبب المكننة المتزايدة والحاجة إلى ترقية المهارات المستمرة و يواجه المديرون وكذلك مرؤوسيهم اشكالية التقادم الكنولوجى متصاعد ومستمر.

ويتوافق هذا بشكل مثير مع مبدأ عدم اليقين في الفيزياء. حيث هناك ضبابية في الطبيعة وبسبب هذه الضبابية نتوقع لسلوك غير تقليدى للجسيمات الكمومية وهى أصغر مقاييس الطبيعة بحيث يتم التركيز على حساب الاحتمالات الخاصة بمكان الأشياء وكيف تتصرف فى الزمن الحقيقى وليس وفقا لنماذج خطيه. وهذا عكس تصور الساعة اسحاق نيوتن عندما كان كل شيء له قانونه الواضح والمحددة فى الطبيعة وكيفية التحرك ومسار الحركة والتنبؤ بسهولة وفقا للظروف الاولية.. ان مبدأ عدم اليقين يكرس مستوى من الغموض ليس فقط في نظرية الكم بل ايضا فى رأسماليه ما بعد الحداثة.

تنعكس حاجة رأسمالية ما بعد الحداثه الى التعليم والتعلم بسبب تسارع الابداع التكنولوجى. وهذا وضع على كل اطراف العملية الانتاجية ضرورة التكيف التكنولوجى والوظيفى والاجتماعى والثقافى المستمر والمعقد. .الامر الذى طرح تحديات كبيرة وثقيلة لمنطق العمل الثورى من حيث استمرار تغيره المتسارع قد يؤدى للاذابته فى الهواء. ولكن هذا لا يعنى انتفاء المنطقى للعمل الثورى لانه كما تخبرنا فكرة فيرنر هايزنبرغ مندع مبدأ عدم اليقين أن فراغ الفضاء ليس فارغًا في الواقع.

وفى قول اخر ، لابد من البحث عن ديناميات عدم اليقين ،وكما يقول ضرورة قياسها فى العالم اليومى . غالبًا ما يتم تعريف الفراغات على أنها غياب كل شيء ولكن هذا ليس صحيحا في نظرية الكم. حيث هناك عدم يقين متأصل في كمية الطاقة التي تنطوي عليها العمليات الكمية وفي الوقت الذي تستغرقه هذه العمليات. يمكن أيضًا التعبير عن معادلة هايزنبرغ من حيث متغيرى الطاقة والوقت فى القول انه كلما كان أحد المتغيرات أكثر تقييدًا كان الآخر أقل تقييدًا. وهذا يطرح منطق جدلى عميق ومركب ومتعدد المستويات لا يقوم على النفى البسيط ولكن يقوم على النفى المعقد الذى يطرح فى ثنايه زخم ثورى بناء ، من فساد وعدم استقرار راسمالية بعد الحداثة وما تضمنه من اقتصاديات الليبرالية الجديده يتم الخروج الى عالم انسانى سبيرانى عام غير فاشى.