رصد العلماء انخفاض الضوضاء الناجمة عن السفن في المحيطات جراء تراجع الملاحة العالمية بسبب أزمة كورونا، وما كان له أثر جيد على الحيتان التي تعيقها الضوضاء عن التواصل فيما بينها.

ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن شبكة رصد المحيط الكندية بالقرب من فانكوفر، أن مراكز ملاحظتها بأعماق المحيط وجدت انخفاضًا واضحًا في حجم التلوث السمعي الناجم عن الملاحة البحرية.

ودرس ديفيد باركلى مدرس مساعد بجامعة دالهاسي الكندية، مستوى طاقة الضوضاء في المحيط بمدى من 1 لـ100 هيرتز، وذلك من موقعين أحدهما بري والآخر في عمق المحيط للتأكد من النتائج.

فأما بما يتعلق برصد التلوث من البر في فانكوفر الكندية تم رصد انخفاض الضوضاء بـ5 ديسبل بين شهري يناير وفبراير بالتزامن مع انخفاض صادرات ميناء المدينة بـ20%.

وأما عن الموقع في عمق المحيط فرصد باركلي انخفاض الضوضاء الأسبوعية بـ1.5 ديسيبل ما يعادل انخفاض 15% مقارنة بالوضع المعتاد، مع العلم أن ذلك الموقع بعمق 3 كيلومترات وعلى بعد 60 كيلو متر من مسارات السفن، لكنه كان يتأثر سابقًا بضوضاء السفن رغم بعده.

ويقول ميشيل فيرنت عالم الصوتيات البحرية في جامعة كورنيل إن الحيتان الحدباء جنوب شرقي ألاسكا لم يجدوا تلك الفرصة كثيرًا؛ لينعموا بالهدوء منذ أحداث 11 سبتمبر التي أوقفت الملاحة البحرية لذلك نشأ جيل من الحيتان لم يعرف الصمت.

وأضاف فيرنت، أنه رصد أن حيتان جنوب شرقي ألاسكا في ذروة موسم الملاحة البحرية في إبريل تبدأ بخفض صوتها خوفًا من السفن المارة بجانبها، ولكن بخفوت حركة السفن بسبب الأزمة ستكون هناك الفرصة لتلك الحيتان لتبادل الحديث في ما بينها.

وفي بريطانيا يقول نيثن ميرشنت عضو المجلس البريطانى للبيئة والعلوم البحرية والثروة السمكية، إن أزمة كورونا تسببت بأكبر تجربة علمية يمكن عملها لرصد تأثير الهدوء والصمت على الحيتان في المياه.

ونشر المركز البريطاني بنشر أجهزة هيدروفون في بحر الشمال وبليموث وبانجو؛ لرصد آثار انخفاض التلوث السمعي في البحار.