كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
تحتفل الكنائس الكاثوليكية بمصر، بعيد تذكار القديس مارمرقس الإنجيلي الشهيد، والذي يحل عيده في 25 ابريل.

والقديس كان رفيق الرّسل في أسفارهم وأحد السّبعين الّذين اختارهم المسيح ليحمل راية التّبشير في العالم، وكاتب الإنجيل حوالى السّنة السّادسة والأربعين للمسيح، على ضوء بشارة بطرس باللّغة اليونانيّة. هو مرقس البشير الّذي تحيي الكنيسة اليوم تذكاره.

‫إسمه العبريّ يوحنّا أيّ الله حنان وملقّب بمرقس، متحدّر من عائلة يهوديّة متديّنة. والدته "مريم" أخت برنابا الرّسول وإحدى المريمات اللّواتي تبعن يسوع المسيح، أمّا والده فهو قريب زوجة بطرس الرّسول.‬

‫في منزلهم، صنع يسوع الفصح، وفيه اعتاد التّلاميذ والمؤمنون أن يجتمعوا للصّلاة وهو البيت نفسه الّذي قصده بطرس بعد خروجه من السّجن. تذكره أعمال الرّسل عدّة مرّات كونه رافق الرّسل في أسفارهم، بخاصّة بطرس وبولس وبرنابا.‬

‫يخبر التّقليد القديم أنّ القدّيس بطرس أقام مرقس أسقفًا على مدينة جبيل قبل أن يمضي إلى مصر مبشّرًا يقوده الرّوح القدس ويحطّ رحاله في الإسكندريّة ويتولّى رعاية كنيستها كأسقف هدى الكثيرين إلى المسيحيّة وأحيا في قلوبهم يسوع القائم من الموت.‬

‫هناك أنشأ مدرسة خرّجت أعدادًا كبيرة من العلماء والأحبار والشّهداء، ولعلّ أبرزهم القدّيسين أثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس النزينزي.

 إلّا أنّ آخرين بقيوا فاقدي البصيرة تكبّلهم عبادتهم للأصنام رغم محاولات مرقس في ردّهم إلى نور الحقّ، فتآمروا عليه ونفّذوا مخطّطهم في أحد القيامة فيما كان يحتفل بالأسرار المقدّسة، إذ وثبوا عليه وربطوه بالحبال وجرّوه في شوارع المدينة، فتمزّق جسده ولوّن دمه الصّخور وتشارك مع الفادي آلامه بفرح عظيم وأودع السّجن هناك.


 وعندما أشارت عقارب السّاعة إلى منتصف اللّيل، أتاه ملاك الرّبّ معزّيًا، وظهر له المسيح مقوّيًا ومهنّئًا بإكليل الشّهادة والمجد، لتحلّق روحه الطّاهرة إلى بيت الآب في اليوم التّالي، في 25 إبريل من العام 68 ميلاديًّا.‬

‫واليوم، فيما تحتفل الكنيسة بتذكار الإنجيليّ مرقس الّذي يُرمز إليه بالأسد المجنّح لأنّه تكلّم في إنجيله على الرّفعة الملكيّة للمسيح ولأنّه استهلّه بقوله عن يوحنّا المعمدان "صوت صارخ في البرّيّة" كالأسد ملك الغاب مهيّئًا لمجيء الملك الحقيقيّ، نطلق الصّوت عاليًا طالبين شفاعته كي يردّ عنّا كلّ أصنام الحياة ويزرع فينا كلمة الله الحيّ الآن وإلى الأبد، آمين.