كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
بعث المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة إلى الرعية، جاء نصها كالأتي : 

من المؤسف والمخجل ان نرى بعضا من الفضائيات العربية او "المستعربة" تروج للرواية الصهيونية وتسيء لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ، ونعتقد بأن هذا انما يندرج في اطار مشروع متكامل هدفه النيل من عدالة قضيتنا والترويج للرواية الصهيونية المزورة للحقائق والوقائع بهدف تمرير المشاريع الاستعمارية في منطقتنا.

والانكى من ذلك هو ان يقوم به نفر ممن يدعون انهم اعلاميين بالتطاول على الشعب الفلسطيني بطريقة غير مسبوقة وهم في ذلك لا يمثلون شعوبهم ولا يمثلون اسرهم فهذه اصوات نشاز ويبدو انها مدفوعة الاجر بهدف التطاول على الشعب الفلسطيني وتشويه صورته ونقاوة كفاحه ونضاله من اجل الحرية .

ولكن الامر المقلق والخطير في هذه المسلسلات وفي هذه التصريحات والتي تخرج عن اشخاص غير مسؤولين هي انها من الممكن ان تترك اثرا سلبيا على عقول شبابنا وخاصة اولئك الذين لا يعرفون الشيء الكثير عن القضية الفلسطينية بسبب الجهل والتخلف .
ان ما يحدث هو عملية ممنهجة هدفها تجريم النضال الفلسطيني من اجل الحرية والتسويق للمشروع الصهيوني وان كان هذا بطريقة فنية كوميدية .

ندعو وسائل الإعلام العربية كافة لرفض هذا الأسلوب وهذا التعاطي الغير مقبول مع القضية الفلسطينية ففي الوقت الذي فيه نرى ان هنالك مسلسلا يحمل اسم "حارس القدس" يتحدث عن المطران ايلاريون كبوجي كنموذج للكفاح والنضال من اجل الحرية نرى ان بعض الفضائيات الاخرى منبطحة نحو التطبيع والتشهير والتطاول على شعبنا الفلسطيني .

أنها حالة انحدار خطيرة جدا وانه وضع عربي مقزز ان نرى بعضا من الفضائيات والتي نعرف جيدا من يمولها ومن يوجهها والتي تتطاول على شعبنا الفلسطيني  ..  ولكننا وجب علينا ان نوضح التالي: بأن الفلسطينيين ليسوا بحاجة الى شهادة حسن سلوك من هؤلاء .

فالفلسطينيون الذين يُهاجمون من قبل هذه الفضائيات ومرتزقتها كان لهم دور رائد في بناء وتطور عدد من الدول الخليجية فمن الذي ادخل المعرفة والثقافة والمدارس الى بعض الدول الخليجية ومن الذي نقل هؤلاء من مرحلة البداوة الى مرحلة التطور.

اتمنى من هؤلاء المشهرين بشعبنا الا يكونوا ناكرين للجميل فالفلسطينيين حيثما حلوا واينما وجدوا بنوا وعلموا وابدعوا وثقفوا وطببوا وكانت لهم اسهاماتهم في كثير من الدول العربية لا سيما الدول الخليجية .

يؤسفنا ان نسمع هذه الأصوات النشاز من دول استفادت من الفلسطينيين ومن خبراتهم ومن عطائهم ، فالفلسطينيون لا يملكون نفطا ومالا بل يملكون الثقافة والفكر والإبداع والرقي الإنساني والحضاري .

أما لأولئك الذين قالوا بأن القدس لا تعنيهم فنحن نذكرهم بأن القدس هي حاضنة لاهم المقدسات المسيحية والإسلامية ففي المسيحية هنالك أهم معلم من معالم الإيمان المسيحي في مدينتنا المقدسة الا وهي كنيسة القيامة والقبر المقدس ولا يحق لأي جهة أن تتجاهل مكانة القدس في المسيحية والتي هي قبلتنا الأولى والوحيدة .
أما في الديانة الإسلامية فالمسجد الأقصى هو في القدس ويعتبر من الاماكن المقدسة الهامة لدى اخوتنا المسلمين والقدس مدينة حافلة بالتاريخ والحضارة والتراث .

لا توجد عندنا ناطحات سحاب أو أبراج كبعض الدول الأخرى ولكن ما نملكه هو أهم من الأبراج وناطحات السحاب التي يتغنى بها البعض وهي التاريخ والحضارة والتراث والثقافة والرقي الإنساني والحضاري .

ان هذه الاصوات النشاز لا تمثل شعوبنا العربية وعندما يخرج علينا صوت من هنا او من هناك فهذا لا يمثل الا نفسه ولا يمثل دولته او عشيرته او قبيلته او حتى اقرب المقربين له .

انه الجهل ايها الاحباء وما اكثر اولئك الذين يستعملون التكنولوجيا ويتغنون بوسائل التواصل الاجتماعي وبما يملكونه من ثروات ولكنهم يعيشون في عصر الجاهلية فعقولهم متصحرة ومواقفهم تدل على تخلفهم وعلى جهلهم ونحن نتمنى لهم بأن يعودوا الى رشدهم والى انسانيتهم والى الطريق القويم طريق الحق والعدل والمناداة بالحرية والكرامة لشعبنا الفلسطيني .

وبالرغم من كل هذه الاساءات وهذا التطبيع المبرمج وهذا التشهير الغير مسبوق الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني من قبل الأبواق المأجورة ستبقى فلسطين قضية العرب الأولى وبوصلة لا تشير إلى القدس انما هي ليست في الاتجاه الصحيح وأولئك الذين انحرفت بوصلتهم نتمنى ان يعودوا الى رشدهم وان يصححوا بوصلتهم .

فأبواب التوبة مفتوحة للجميع ونحن كفلسطينيين أيادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة كما هي ابوابنا لكل من يصححون اعوجاجاتهم ويصوبون بوصلتهم نحو الاتجاه الصحيح.