«بوتشر الجميل» أو «الجزار»، هو اللقب الذى أطلق على الرائد بحرى مصطفى محمود عبدالله، نظراً لكثرة ضحاياه من الإرهابيين، وكان زملاؤه يقولون إنهم يطمئنون حين يخرج معهم فى أى عملية بسبب كفاءته وقدراته القتالية الكبيرة التى شهد له بها العدو قبل الصديق.

«الجزار»، أسهم بفاعلية فى جهود القوات البحرية لمنع أى دعم من الوصول للعناصر الإرهابية فى نطاق رفح والعريش من البحر، ضمن حصار محكم نفذته القوات المسلحة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لتكبيد الإرهابيين والتكفيريين أكبر خسائر ممكنة وعدم تجديد إمكانياتهم وقدراتهم بدعم داخلى أو خارجى.

«الشهيد» لم يكن مقاتلاً بحرياً فقط، مثلما كانت رتبته، لكنه كان حريصاً على الاستفادة من القدرات التدريبية التى توفرها القوات المسلحة لمقاتليها، ليحصل على كم كبير من الفرق والدورات، ومن بينها فرق خاصة بالصاعقة، والمظلات، وصولاً لأعلى مستوى من التدريبات القتالية التى تجمع مهارات القتال فى البحر والأرض والجو عبر دورة «السيل»، ليكون أحد الكوادر الهامة فى القوات المسلحة، وأسقطت يده الطاهرة الكثير من العناصر الإرهابية قبل أن يلقى ربه.

كان «الجزار» أحد أبرز رجال الجيش المصرى المتحمسين للمشاركة فى عمليات «حق الشهيد»، والعملية الشاملة «سيناء 2018»، للثأر لزملائه الذين سقطوا دفاعاً عن أمن واستقرار الوطن. فى يوم 15 مارس قبل 3 سنوات، تلقى طلباً لدعم زملائه فى مواجهة عناصر إرهابية، فانطلق فى سرية تامة، مصطحباً سلاحه، وأسقط الكثير من التكفيريين والإرهابيين الخطرين، وعندما فوجئت القوات المشتبكة مع الإرهابيين بطلقة «قناص»، سقط على أثرها إرهابى أرضاً، أدركوا أن «الجزار» وصل ساحة المعركة، وبدأ تساقط الإرهابيين واحداً تلو الآخر لأن «طلقته ما بتخيبش».

العناصر الإرهابية الخسيسة أدركت أنها فى مأزق بسبب ارتفاع خسائرها، فوجهت نيران أسلحتها تجاه مصدر إطلاق النار، الخفى، حتى استقرت طلقة فى صدر «الجزار»، ومع ذلك رفض إخلاءه، وأصر على إكمال المعركة، لكن خطورة إصابته دفعت زملاءه لإخلائه بالقوة واصطفاه الله ليرتقى شهيداً.