أساتذة مناعة: التعرض للشمس أرخص مصادره.. والإكثار منه يؤدي لفشل كلوي
بعد دراسة البيانات العالمية عن وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، اكتشف الباحثون وجود علاقة قوية بين نقص فيتامين "د" الحاد ومعدلات الوفيات، وأُعلن عن هذه النتيجة في بحث نشره مركز "ميدركسيف" لنشر الأبحاث.

الباحثون لاحظوا أن المرضى من البلدان التي ترتفع فيها معدلات الوفيات بسبب الفيروس، مثل إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، لديهم مستويات أقل من فيتامين "د" مقارنة بالمرضى في البلدان التي لم يكن نصيبهم كبير من التأثر، وهو ما أكده الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث سابقًا، خلال مداخلة تلفزيونية.

وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور حسني سلامة، أستاذ الكبد والأمراض المعدية، بكلية طب قصر العيني، إن ما أشارت إليه الدراسات أقرب للصحة، موضحًا أن وجود فيتامين "د" في جسم الإنسان يحسن من مستوى المناعة التي بدورها تحمي الشخص من التأثر بالفيروس.

وأضاف "سلامة" لـ"الوطن"، أنه على الرغم من ذلك، فإن تأثر فيتامين "د" غير مباشر على الفيروس، ولكنه تأثيره مباشر على الجسم نفسه، ويعطيه دفعة قوية في محاربة الوباء التاجي، مشيرًا إلى أن الجميع ليسوا في حاجة لتناوله وإنما من يتواجد لديه نقص فقط.

وأشار أستاذ المناعة، إلى أن حديث الدراسة عن وجود علاقة بين الفيتامين و"السيتوكين" هو أمر علمي صحيح، لأن العاصفة الناجمة عن النشاط الزائد للمناعة، والتي تتسبب في وفاة أغلب الراحلون بسبب كورونا، يقل مفعولها بوجود فيتامين "د" بنسبته الملائمة في الجسم.

ومن جانبه، حذر الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة والفيروسات، وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، من الحصول على كميات كثيفة من فيتامين "د"، مشيرًا إلى أنه من شأنه التأثير على الكلى، وإصابة الإنسان بفشل كلوي.

وأوضح "مصباح" لـ"الوطن"، أن الشمس هي أرخص مصدر للحصول على فيتامين "د"، من خلال تعرض جلد الإنسان لها لمدة ربع ساعة يومية، كما يمكن الحصول عليه أيضًا من خلال التغذية، عن طريق تناول الأسماك وخاصة المكاريل والسردين، والبيض واللحوم، وبعض الخضروات مثل الخص والفلفل، كما توجد بعض العقاقير التي تمد الجسم به.