CET 00:00:00 - 11/04/2010

قرأنا لك

عرض: مادلين نادر – خاص الأقباط متحدون
"ثقافة التعايش المشترك.. الحاضر والمستقبل" هو عنوان الكتاب الذي أصدره منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية عام 2008. وقام بتحرير الكتاب هاني عياد، ويتضمن مجموعة من آراء الأساتذة المتخصصون والمفكرون في هذا المجال منهم د. عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، وسمير مرقص الباحث والكاتب، د. رءوف حامد أستاذ علم الأدوية بالمركز القومي للبحوث الدوائية، حلمي نمنم الكاتب والصحفي، والشيخ الدكتور سالم عبد الجلثقافة التعايش المشترك.. الحاضر والمستقبليل مدير عام الإرشاد الديني والدعوة بوزارة الأوقاف، والدكتور القس فايز فارس راعى الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا.

يبدأ الكتاب بمقدمة للدكتور نبيل صموئيل أبادير مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية تحدث فيها عن المجتمع المصري الذي كان نموذجًا حقيقيًا للتعايش المشترك بالرغم من أن مصطلح التعايش المشترك ذاته لم يكن مطروحًا للتداول أو حتى معروف في أوساط النخب الثقافية.

وأشار صموئيل إلي ذا الكتاب يتناول الإجابة على بعض التساؤلات التي طرحت في مؤتمر ثقافة التعايش المشترك الذي عقده منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وكان من أهم المحاور التي تم مناقشتها: ما الذي حدث للمجتمع المصري؟ وهل صحيح إن هناك تراجع لثقافة التعايش المشترك لتحل محلها ثقافة نفى واستبعاد الآخر؟

يأتي الكتاب في أربعة فصول، الفصل الأول يطرح رؤية تاريخية للتعايش المشترك بين المصريين، وأكد الدكتور عاصم الدسوقي في هذا الفصل إن المجتمع المصري كان على مدار التاريخ وحتى السبعينيات من القرن الماضي يعيش في مناخ يتسم بالحرية الفكرية وإعلاء قيمة التسامح الثقافي بين المصريين.

وهو الأمر الذي يجب التذكير به في ضوء ما أصاب المناخ الثقافي في مصر من محاولة البعض محاولات مستميتة منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي وإلى وقتنا الحالي لوضع المصري ينفي قالب ثقافي واحد  وفي إطار إسلامي فقط وليس إطار ديني، لأن الإطار الديني يختلف فهو يستوعب كل الأديان السماوية وليس دينًا بعينه.

وينوه الدسوقي في هذا المجال إلى أن المصريين كانوا لا يستحسنوا كثرة اختلاف الآراء خاصة في أمور الدين، ومن دلائل ذلك إن اعتناق بعض الأقباط الأرثوذكس المذهب الكاثوليكي أو أحد المذاهب البروتستانتية لم ينشأ عنه صراع وقتال بين الأطراف الثلاثة مثلما حدث في أوروبا في مطلع القرن السادس عشر بين الكاثوليك والبروتستانت فيما عرف بالحروب الدينية ومحاكم التفتيش.
ثم يعرض الدسوقي لنماذج من الآراء التي كانت وما تزال تتصادم مع الموروث الثقافي وبعض الثوابت الدينية والاجتماعية، مثل موقف رفاعة الطهطاوي وهو المثقف الأزهري الذي لم يجد غضاضة في القول بسيادة القانون الوضعي خلافًا للحكومة الدينية، كما نراه يترجم القانون المدني الفرنسي.

كذلك على مبارك الذي لم يجد حرجًا في انتقاد حكم الولاة المسلمين لمصر منذ عام 642 لأنهم لم يتبعوا العدل والإنصاف والرفق بالرعية، وأكثر من ذلك إن على مبارك لم يتردد في تعظيم بطليموس الأول الذي أحبه الناس ولاذ بساحته أهل الفضائل حيث لم تر مصر بعد الفراعنة أحسن من أيامه.
وربما كانت ظروف خضوع مصر للاحتلال الأجنبي وراء تلك الروح السمحة في الحوار بين المصريين عند الاختلاف في الرأي إذا ما وضعنا في الاعتبار إن الجميع مشغولون بقضية الاحتلال ويجمعون على ضرورة التخلص من الاحتلال. و حتى بعد قيام ثورة 1952 فلقد انشغل المصريون بمشروع الثورة في مواجهة الاستعمار.
ولكن بعد هزيمة 1967 بدا تيار الإسلام السياسي ينمو على استحياء، بالإضافة إلى مقولة السادات الشهيرة "أنه حاكم مسلم لدولة مسلمة". كما طرأ متغير آخر على بنية الثقافة المصرية بذهاب الكثير من المصريين لدول الخليج العربية. 

وعن واقع الاندماج الوطني يتحدث سمير مرقص أيضًا ويعتبر الحالة المصرية تختلف جذريًا عن الواقع اللبناني والواقع العراقي حيث إننا في مصر لا يوجد لدينا أي اختلافات إلا الاختلاف الديني وبالتالي لا يصح أن نتحدث عن تعايش بل اندماج، فالجماعة الوطنية تتكون عندنا من مصريين فحسب. فإن معظم المسلمين المصريين الآن كانوا مسيحيين وتحولوا إلى الإسلام بما يؤكد إننا مسلمون ومسيحيون ننتمي جميعًا إلى أصل عرقي واحد. لكن بالرغم من ذلك فهناك معوقات تحول دون تحقيق الاندماج الوطني والتعايش المشترك من بينها ما يمكن تسميته حالة التجاوز، وهي الحالة التي تبدأ بانكفاء كل منّا داخل دائرته الفرعية الصغيرة مستبعدًا ونافيًا الآخر، فكل منّا يعيش بجوار الآخر دون اندماج أو حتى تفاعل. وندخل في هوياتنا الخصوصية وندخل في خصومة مع الآخر. ومن المعوقات أيضًا الواقع الاقتصادي للاقتصاد الريعى الذي نعيش في مرحلته

ويشير الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل في الفصل الثالث -الفكر الديني وخبرة التعايش- إلى أن مشكلة التعايش في مصر ليست مشكلة دينية بالأساس إنما هي مشكلة اجتماعية لأن الدين ليس به تعسف ولا كراهية فالدين مودة ورحمة. واتفق معه أيضًا الدكتور القس فايز فارس.
وأضاف: إن هناك أسباب كثيرة لتغير واقع التعايش في مصر منها إن مصر حتى النصف الأول من القرن العشرين كان النظام بها ملكي دستوري نظامًا ليبرالي عبارة عن مجموعة أهداف تضم مختلف الناس وكان هناك هدف وطني يجمع الناس ويحركهم، وهو هدف الاستقلال.

كما أن هناك سببًا آخر كان اشد خطورة وهو إن الثورة في سعيها لكسب تأييد الشارع حاولت استغلال الدين، ولأن قادة الثورة يعرفون جيدا إن الشارع المصري بطبيعته شارع متدين فأخرجت بذلك الدين عن رسالته الحقيقية.
يأتي الفصل الأخير من الكتاب بحثًا عن مستقبل أفضل للتعايش المشترك للمصريين، وفي هذا المجال يقول د. عبده الراجحى: "إن المستقبل الأفضل للعيش المشترك لا يحدث إلا بضمانتين أساستين وهما التعليم فلا أملفي استقرار ولا تنمية إلا على أساس تعليم صحيح، والتعليم الصحيح في مصر لا يقتضى إصلاحًا أنه يكاد يكون الشيء الذي ينطبق عليه الإعلان التليفزيوني الشهير "انسف حمامك القديم".

أما الضمانة الثانية فهي الممارسة الاقتصادية في مصر، فأنني أتمنى اختفاء المؤسسات الاقتصادية الطائفية واختفاء أسماء التي تتخذ من الرموز الدينية عنوانًا لها سواء الإسلامية أو المسيحية".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق