المغالطة الأولى...... ( هو انت متخصص عشان تتكلم في الدين؟)
 
- كثيرا ما واجهتني وواجهت الكثير من اصدقائي تلك الهجمة التي يقوم بها بنو سمعان بمجرد ان تتجرأ وتنتقد أمرا في التراث سواء كان حديثا او مروية تاريخية او حكما وفتوي غريبة او حتى موقفا لاحد تجار الشنطة الذين ابتلينا بهم
 
تنطق بكلمة فيخرج عليك احد أبناء بني سمعان ليقول لك.... انت بتتكلم في الدين ليه هو انت متخصص وواخد شهادة من الأزهر عشان تتكلم في الدين ولا هي ايه مؤهلاتك عشان تتكلم في الفتوى والتشريع.... وغير ذلك الكثير من صياغات مختلفة لنفس الهجمة السمعانية
 
وللرد على تلك الهجمة وصدها وردها في نحورهم ( نتكلم شوية زي ما بيتكلموا).... اقول
 
- أولا... الدين امر عام والدين نزل للناس كافة ولم ينزل لمجموعة من الناس دون الآخرين
 
- ثانيا.... الثواب والعقاب والجزاء والحساب فردي خاص وليس جماعي عام.... بمعنى ان كل منا محاسب عن اعماله وأفعاله هو لا عن أعمال وأفعال فلان وفلان من تجار الشنطة وهنا تسقط حجية حصر الكلام والفهم للدين على تجار الشنطة فقط
 
- ثالثا.... كل الصحابة لم يكونوا من خريجي الأزهر ولا التابعين ولا احد من الائمة الأربعة.... بمعنى ان الأزهر طارئ على الدين وتابع وتالي له وليس العكس فلا حجية ولا إلزام لمن يريد التحدث عن وفي الدين ان يكون من لابسي الكاكولة ومن حافظي ألفية بن مالك
 
- رابعا... صحابي شهير روي عن النبي اكثر من ستة آلاف حديث مع انه كان جاهلا اميا لا يقرأ ولا يكتب وكان من هملة الناس ومن صغارها وكان له مواقف مشينة من الإمام علي ومن أهل البيت ومع ذلك يدافع عنه بنو سمعان وعن مروياته وكأنها وحي منزل ومن يجرؤ على نقده يعرض نفسه للتكفير من بني سمعان..... هذا الصحابي هو أبو هريرة والذي لا يعرف له اسم واضح ولا نسب ولا أصل
 
- خامسا.... اذا كان الحديث في الدين مقصورا على خريجي الأزهر او غيره من المعاهد الدينية نظرا لعدم الاختصاص فمن باب أولى الا يتحدث احد من الناس في السياسة لأننا لسنا من خريجي الإقتصاد والعلوم السياسية ولا إن نتحدث في كرة القدم لأننا لسنا محمود الخطيب والكابتن شطة وغير مسموح لنا بإبداء الرأي في اي عمل سينمائي او رواية او اغنية لأننا لسنا من دارسي السينما والأدب والموسيقى ولا مرحب بنا اذا رفضنا اكلة ما من اكلات الشيخ شربيني لأننا لسنا خريجي معاهد الطبخ......
فهذا هراء وكلام عابث لا قيمة له
 
- سادسا.... يقولون انه وكما لا يسأل في الطب غير الطبيب وفي السيارات سوي الميكانيكي وفي الحلاقة غير الحلاقين فلا يجب ان يتحدث في الدين غير رجل الدين....
وهذه مغالطة كبيرة وغبية في نفس الوقت، لأن الطب والهندسة والحلاقة علوم تطبيقية عملية ونظرية وهي علوم فنية يشتغل بها أهلها فقط ولم تنزل تلك العلوم لعامة الناس وكذلك لن يحاسب الناس عن جهلهم بها طالما كان هناك من يقومون بعملهم خلالها......
 
اما الدين، فالأمر مختلف كلية ومغاير تماما كما اوضحت في السطور السابقة
 
وعليه، فكل من له حظ جيد من العقل ونصيب محترم من اللغة ومن التعليم فهو مدعو وبشدة لأن يعمل عقله وفكره وقلمه في الدين وفي الحديث عن الدين
 
وليذهب بنو سمعان الي الجحيم، فلقد ان الأوان لأن يصمتوا او ان يخرسوا ولا يتكلمون.