القمص اثناسيوس فهمي جورج
ذكري تفوح منها ناردين سكيب رائحة ذكية.... عاش ابينا منسي سنوات قليلة لكنه انجز فيها حصاد السنين ... فكان متقدما مبادرا مبدعا وموهوبا .
 
ولد في ١٨٩٩ م عندما كانت الكنيسة تجني ثمار النهضة الوليدة التي صنعها ابو الاصلاح البابا كيرلس الرابع ، وكانت الاكليريكية انذاك في بداياتها ، وكان هو يتيم الاب واهتمت امه بتربيته كما يليق باولاد المسيح والكنيسة ، وكاخلاق الصعيد فقد كانوا من هور ملوي المنيا ... وعندما بلغ منسي ١٦ سنة ذهب ليلتحق بالاكليريكية ١٩١٥ . فقبلوه بالرغم من صغر سنه لانه كان سليل عائلة كهنوتية ... وسريعا اظهر نبوغا ومواهب متعددة وحبا للعلم والتحصيل .. وتدرب علي الوعظ والخدمة وعاد للصعيد يخدم ويكرز ويكتب ويؤلف وان كانوا في البدء اندهشوا من هذا الشاب الصغير ... عشرين سنة ... الذي يعظ ويخدم ... ولكنه كان موهوبا واستطاع ان يجذب النفوس في وقت كانت كلمة الوعظ عزيزة ، حتي صار اشهر وعاظ صعيد مصر ... تعرض لتحارب جسيمة حيث كان اطفاله يموتون وهم صغار جدا وتحمل التجربة .. وانتقلت امه في ١٩٢٨ وتحمل فراقها ...وكان مريضا ولكنه كان مجاهدا بالكلمة والخدمة والكتابة والرعاية والقدوة .
 
. استطاع في سنوات عمره القصيرة ان يترك ثروة ثمينه من ١٥ كتاب صارت مراجع الي اليوم لعل اهمها. كتاب تاريخ الكنيسة القبطية .
كتاباته اصبحت من المصادر الاساسية لتاريخ الكنيسة القبطية فقد استطاع القس منسى يوحنا ان يجمع بين دفتى كتاب واحد تاريخ الكنيسة القبطية من القرن الاول وحتى القرن التاسع عشر ، في تأريخ شيق ومدقق ، وباسلوب بارع وبديع . .. مما جعل الكتاب مرجعا لاغنى عنه منذ طبعته الاولى عام ١٩٢٤ وكان عمر المؤلف ٢٥ عاما فقط
 
وقد طبع اول الامر فى مطبعة اليقظة ثم تولت مكتبة المحبة نشر مؤلفات القس منسى يوحنا ووصلت عدد طبعات كتاب تاريخ الكنيسة الى اكتر من ١٥ طبعة وهو متوفر فى كل المكتبات ... ويعد مرجعا لكل الكتب التي تم تاليفها بعده ..
 
ومن اشهر مؤلفات القس منسي :-
يسوع المصلوب - قارورة طيب كثيرة الثمن - كمال البرهان لأثناسيوس الرسولى - شمس البر - الدليل الصحيح على تأثير دين المسيح -.حياة آدم - حل مشاكل الكتاب المقدس - النور الباهر في الدليل الي الكتاب الطاهر - تاريخ انتصار المسيحية - تاريخ يوحنا ذهبي الفم - طريق السماء .
 
واصدر مجلة اسمها الفردوس ، تضمنت مقالات دسمة ومتنوعة وموسوعية . اثرت نفوس وقلوب اجيال الكنيسة عبر الاجيال .
 
فقد كان خطييا مفوها و مؤلفا ارثوذكسيا لا غش فيه . كشف له الله
 
وقت سفره للسماء وقبيل وفاته ارسل للقمص ابراهيم لوقا يطلب منه نشر مؤلفاته بعد نياحته . ان سيرته واعماله نور ومنارة في وسط الكنيسة ام الاولاد الفرحة