مواطن: المترو روح القاهرة وهستخدمه غصب عننا

حالة من الخوف والقلق أصابت الكثيرين من ركاب مترو أنفاق القاهرة الكبرى بعد الإعلان عن إصابة أحد موظفيه من بائعي تذاكر الرحلات في الخط الأول، الأمر الذي بدى مرعبًا للبعض ممن لا يستطيعون الاستغناء عن هذه الوسيلة، بينما رآه البعض بمثابة تحصيل الحاصل فالإصابات "تحيط بنا من كل جانب"، ليس فقط مترو الأنفاق.
 
في البداية يقول عمر عبد الوهاب، موظف، 29 سنة، من سكان منطقة حدائق حلوان، إنه يرتاد مترو الأنفاق بصورة مستمرة لقضاء مختلف احتياجاته الأساسية ولإنجاز مهام عمله، ومن ثم فهو يتردد على مختلف المحطات في مختلف خطوط المترو الثلاثة، ليعبر عن ذلك بقوله: "رغم إن المترو أكثر عرضه لنقل الأمراض بس هو روح القاهرة، وهيبقى صعب يتقفل طالما مفيش حظر كامل وبصراحة أنا بشوفه بيتعقم باستمرار، يعني امبارح انا كنت راكبه وشايف العمال بيعقموا الارضيات والجدران ومكن التذاكر وكل حاجة".
 
إصابة أحد موظفي مترو الأنفاق كان أمرًا مقلقًا بالنسبة لـ "عمر"، وهو ما لم يجد له حلا ليتفادى الإصابة بالفيروس في الأيام القادمة، فقط يحاول الالتزام قدر الإمكان بالإجراءات الاحترازية اللازمة لذلك، من كمامة وكحل والابتعاد عن لمس أي سطح قد يكون لامسه أحد غيره، ليضيف قائلا: "لما سمعت عن إصابة عامل المترو بصراحة قلقت تخيلت كل واحد خد تذكرة منه حصله ايه والشخص اللي خد تذكرة ركب المترو واتعامل مع اهل بيته الموضوع مخيف ومقلق الصراحة بس اكيد لازم يكون في احتياطات اكتر، وأنا غصب عني هفضل اركبه لأني مضطر ومفيش قدامي حل تاني".
 
وقالت سهير محمد عبد المنعم، موظفة في مجمع التحرير، من سكان منطقة حدائق القبة، إن المواصلة الوحيدة التي يمكن أن تعتمد عليها في الذهاب إلى العمل هي مترو الأنفاق، لأن بديلها، وهو أتوبيس النقل العام، سيستغرق ما يصل إلى ساعتين، على حد قولها، وهي مدة كبيرة بالنسبة لها مقارنة بمترو الأنفاق الذي يصل بها إلى مقر علمها في أقل من نصف ساعة: "المترو بالنسبة لي لا غنى عنه لأنه يعتبر أسرع مواصلة، لما سمعت خبر إصابة عامل المترو مخوفتش أوي وكان عادي لأن البلد كلها إصابات وفي الأول والآخر مش هينفع أقعد من شغلي ولا هينفع أغير المترو وأركب مواصلة تانية".
 
إجراءات الوقاية هي الوسيلة الوحيدة بالنسبة لـ "سهير" من أجل محاولة الحفاظ على نفسها من انتقال العدوى إليها، ومن ثم تحاول قدر الإمكان الالتزام بها، لتعبر عن ذلك بقولها: "بحاول آخد إجراءات احترازية على قد ما أقدرن فبلبس كمامة وأنا داخلة المترو، بس مبستخدمش الكحل وفي المقابل بغسل إيدي كل شوية في الشغل".
 
وتقول العشرينية تسنيم مجدي، من سكان القاهرة، إن مترو الأنفاق كوسيلة مواصلات بالنسبة لها لا يمكن الاستغناء عنه، فهي ترتاده بشكل شبه يومي من محطة كوبري القبة إلى عدة أماكن مختلفة، ويرجع اعتمادها عليه بصورة أساسية إلى كونه الوسيلة "الأسهل" بين غيره، على حد قولها، لتتابع قائلة: "وبالنسبة للأمان هو ممكن يبقى أكترهم خطر عشان بنتعامل مع ناس أكتر بعكس لو مواصلة تانية عدد الناس اللي فيها بيكون أقل بكتير من المترو ولو قدامي مواصلة تانية أوصل بيها أسهل للمكان اللي أنا عايزة أروحه بركبها".
 
خبر إصابة بعض من العاملين بمترو الأنفاق كان صادمًا بالنسبة لـ"تسنيم"، الأمر الذي جعل أسرتها تطلب منها استخدام وسيلة أخرى غيره خوفًا عليها، إلا أن هذا لم يكن ممكنًا: "غصب عني هضطر اركبه لأني مفيش في إيدي حل تاني، واللي يخوف أكتر هو إن العاملين اللي اتصابوا دول وخاصة عامل التذاكر اتعاملوا مع كام واحد، وممكن يكون نقل لكام واحد المرض"، ما دفعها إلى التمسك أكثر بالإجراءات الوقائية التي تتبعها داخل المترو كل يوم، وهي ما عبرت عنه قائلة: "بحاول على قد ما أقدر ما امسكش أو المس حاجة ولو فيه مكان فاضي حتى مبفضلش إني أقعد فيه، وبلبس الجوانتي وأنا كده كده منتقبة فالحمد لله يعتبر واخدة كل الاحتياطات بتاعتي".
 
وقال محمد أمين، شاب ثلاثيني، يعمل مندوب مبيعات في إحدى شركات الذهب، إن اعتماده على مترو الأنفاق كوسيلة مواصلات يكون عند عودته يوميًا من العمل، حيث يسكن في منطقة دار السلام، وهو وقت عادة ما يكون فيه المترو غير مزدحم، على حد قوله: "حتى لو لقيت زحمة بتجنب إني أقعد جنب الناس، وعادة مش بلبس لا كمامة ولا جوانتي لأن أسعارهم عالية وحاسسها إنها بقت سبوبة، بس باخد باقي الإجراءات الاحترازية بإن أنا ملمسش وشي واستخدم الكحل بتاعي باسمترار".
 
وعن إصابة العاملين في المترو يضيف "أمين": هو موضوع يقلق بصراحة، بس من ناحية تانية الحكومة قايمة بالواجبات بتاعت التطهير والكلام ده، غير كمان إنه خلاص مش فارقه الكورونا بقت حوالينا في كل مكان، والإجراءات الاحترازية بتاعت كل واحد هي الأهم دلوقتي، وكل اللي هنعمله لما نعرف موضوع إصابات العاملين في المترو ده إننا هنزود الإجراءات الاحترازية شوية، لكن في النهاية لا غنى عن ركوب المترو لأنه أسرع وأأمن وسيلة في التوقيت ده بالذات".