سليمان شفيق
اجتماع في الجزائر لدول الجوار الليبي لم يحضرة طرفي النزاع.
بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان  الثلاثاء 21 يناير عقدت الجزائر اجتماعا لدول الجوار الليبي لم تحضرة المغرب ، هل ارتبط هذا الاجتماع بتلك الزيارة ؟ ام ان الزيارة تدخل في إطار الزيارات واللقاءات الدبلوماسية التقليدية بين البلدين عند تنصيب رئيس جديد بحكم العلاقات بين بينهما.

اي ان كانت الاجابة فأن  تلك الزيارة وذلك الاجتماع يندرج أيضا ضمن مساعي فرنسا للعب دور في الملف الليبي باعتباره أكبر الملفات المطروحة في المنطقة المغاربية في الوقت الراهن، خاصة وأن اللقاء يأتي بعد بضع أيام من مؤتمر برلين حيث شاركت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب زعماء الدول الاوربية.

 هكذا بحثت الجزائر بالتوافق مع فرنسا عن دورفي إطار الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، وترأست الجزائر الاجتماع المذكور لوزراء خارجية "دول الجوار الليبي" غاب عنه طرفا النزاع المشير حفتر وفايز السراج.

 الاجتماع كان يهدف وفق بيان صدر عن وزارة الخارجية الجزائريةإلى التنسيق والتشاور بين هذه الدول والفاعلين الدوليين من أجل الوقوف بجانب الليبيين للدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة عن طريق الحوار الشامل بين مختلف الأطراف الليبية،

لكن فهل يمكن لاجتماع يغيب عنه المعنيون الأساسيون أن ينجح؟
وتسعى الجزائر التي تمتد حدودها مع ليبيا على نحو 1000 كلم إلى لعب دور في الأزمة الليبية، إذ قال رئيسها الجديد عبد المجيد تبون عقب انتخابه شهر ديسمبر إن بلاده ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية "شاء من شاء وأبى من أبى"

 وميدانيا قامت الجزائر في الأسابيع الأخيرة بتحركات دبلوماسية وعسكرية، أرسلت خلالها مساعدات إنسانية إلى ليبيا، عبر "جسر جوي عسكري"، وحركت قواتها العسكرية على الحدود. وصرح تبون قائلا إن "دخول طرابلس خط أحمر"، ولا سيما بعد إعلان تركيا إرسال قوات إلى ليبيا

يأتي ذلك بعد أن كانت  الدبلوماسية الجزائرية ضعيفة مع اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير 2019 بالإضافة إلى عجز رئيسها السابق عبد العزيز بوتفليقة وانهماكها في شؤونها الداخلية. لكنها اليوم ترجع بقوة مع رئيسها الجديد عبد المجيد تبون الذي قال في خطاب تنصيبه إن بلاده "ستدخل بكامل ثقلها في الملف الليبي".

بعد مؤتمر برلين يغيب المغرب عن اجتماع الجزائر، لماذا هذا الغياب للمرة الثانية؟
تجيب عن ذلك مصادر جزائرية تري أن الاجتماع بالأساس هو إطار لعقد مشاورات مع دول جوار ليبيا، ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من تونس ومصر والسودان وتشاد والنيجر فضلا عن ألمانيا .

 في حين أن المغرب لا يحسب من ضمنها لأنها لا يتقاسم حدودا برية مع ليبيا مثل النيجر وتشاد وتونس ومصروالسودان، وبالتالي تري هل يمكن قراءة ذلك على أنه استبعاد ام لا؟

صرح وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، امس الخميس، إن حل الأزمة الليبية يتطلب أن يكون ليبياً - ليبياً بدعم من المجتمع الدولي، مؤكدا أن دول الجوار ترفض أي تدخلات خارجية في ليبيا.

وأوضح بوقادوم بمؤتمر صحافي في ختام اجتماع دول جوار ليبيا أن المشاركين اتفقوا على أنه لا يوجد حل للأزمة الليبية إلا الحل السياسي، مشدداً على رفض التدخل الأجنبي وضرورة احترام حظر تدفق السلاح إلى ليبيا.

وألح وزير الخارجية الجزائري على ضرورة احترام حظر توريد السلاح إلى ليبيا بموجب القرار الأممي.

وكان بوقادوم، قد أعرب في وقت سابق، امس الخميس، خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي في الجزائر، عن أمله في تغليب الحكمة في هذا الاجتماع ورفض التدخلات الأجنبية، بعيداً عن كل الإملاءات الخارجية، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

نزع سلاح المليشيات:
وأوردت المصادر أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أكد قائلا: لا نرى تسوية للأزمة الليبية إلا بتشكيل حكومة مستقلة ونزع سلاح الميليشيات وتوزيع الثروات وتنظيم الجيش، وأضاف شكري: مصر لن تسمح بالعبث بأمن ليبيا والأمن القومي لدول المنطقة.. نحن داعمون للشعب الليبي برفضه التام لمحاولات السطو على مقدراته وانتهاك سيادته.

وتابع يقول إن مصر عازمة على العمل على تجسيد ما أفرزه اجتماع برلين من أجل قيام دولة ليبية.

وفيما تناقلت أنباء عن رفض رئيس حكومة "الوفاق" الليبية فايز السراج حضور الاجتماعِ، قال الناطق باسم الخارجية الجزائرية، عبدالعزيز بن علي شريف: "لم نوجه أي دعوة للأطراف الليبية.. والاجتماع خاص بدول جوار ليبيا"، مشيراً إلى وصول وزراء خارجية دول جوار ليبيا للمشاركة في الاجتماع لمناقشة الأزمة الليبية بمشاركة 7 دول هم وزراء خارجية كل من تونس ومصر والسودان وتشاد والنيجروالجزائر فضلا عن ألمانيا .

و يتزامن الإجتماع، الذي خصص لبحث سبل رفع التنسيق لدفع التسوية السياسية للأزمة الليبية عبر الحوار الشامل، يتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الألماني هيكو ماس إلى الجزائر، حيث من المرتقب أن يتباحث مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم حول الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل

رفض المجتمع الدولي خلال مؤتمرِ برلين التدخل الأجنبي العسكري في ليبيا عجّل باجتماع دول الجوار في الجزائر، وتزامن مع ذلك سلسلة زيارات فردية قادت عدداً من مسؤولي البلدان الفاعلة في الملف الليبي إلى الجزائر التي تحاول العودة كلاعب أساسي في المنطقة.