كتب – روماني صبري 
 
للفلكي الأمريكي "إدوين بويل هابل "، دور كبير في استكشاف الفضاء الخارجي، أحب علم الفلك مبكرا، وبسببه تعمد مغادرة جامعة أكسفورد البريطانية التي كان التحق بها لدراسة القانون، حيث رأى أن القانون من المستحيل أن يرضي طموح شخص مهتم ومحبا بدراسة الفلك، له انجازات عديدة منها حول تطوير علم الكون الفيزيائي في القرن العشرين، أكد أن المجرات غير ثابتة في الكون، بل كلها يتحرك ويبتعد عنا، ليثبت أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعة متناسبة مع ابتعادها، وعرفت هذه العلاقة فيما بعد بقانون "هابل" عام 1929، والذي كان له دور كبيرا في الاعتراف بنظرية الانفجار الكبير، ونتيجة لجهوده في علوم الفلك، كتب الفيزيائي " حسن  بادميسي"، مسرحية تناولت حياته حملت عنوان" عيد ميلاد الخلق "، لتحفر في الأذهان قول "هابل الشهير" الذي يقول" يستطيع أي رجل مسلح بحواسه الخمسة استكشاف الكون. " 
 
البداية 
ولد "هابل" يوم 28 سبتمبر عام 1889، بالولايات المتحدة، لام تدعى فرجينا لي هابل، ووالد جون بويل هال، كان يعمل في بيع شهادات التأمين في مارشفيلد، ميزوري، عام 1900 انتقل مع أسرته إلى ويتون بولاية إلينوي، ثم إلى شيلبيفيل بولاية كنتاكي في عام 1909 .
هابل يلتقي كبار الفيزياء 
لم يكن في حياه هابل الأولى على الرغم من تأثيره الكبير في الفلك الحديث ما يشير إلى أنه سيختار الفلك مهنة له، فعند انتقال الأسرة أخيرا إلى شيكاغو حيث إنتسب إدوين إلى مدرسة ثانوية وفاز هناك لكونه طالبا مميزا ورافع أثقال ممتاز بمنحة دراسية إلى جامعة شيكاغو وفيها أطلع على الفلك مع الفيزيائي الحاصل على نوبل روبرت ميليكان والفلكي  جورج هيل ولا شك بأن هابل قد تأثر بهذين الرجلين لأنه تفوق في الرياضيات والفلك.
الملاكم يودع الرياضة 
فاز في عام 1906 بالمركز السابع في سباق المضمار وبالمركز التالت في سباق الميدان، وفي عام 1907 قاد فريق جامعة أكسفورد في السلة للحصول على أول لقب لهم، إلى جانب أنه كان ملاكما وأنه كان في هذا الميدان يعد بمستقبل احترافي زاهر،حتى لقد حاول أحد المتعهدين تنظيم قتال بينه وبين بطل الوزن الثقيل جاك جونسون إلا أن جميع الخطط التي كان يمكن أن يسير عليها هابل ليتابع الملاكمة إنقطعت عندما فاز بمنحة رودس في عام 1910 للدراسة في كلية الملكة في أوكسفورد، ليصيب نجاحات عظيمة بعد التخرج.
الأبحاث الأولى
تتعلق أبحاثه الأولى  حول تكوين المجرات، عبر مقراب الستين بوصة في جبل ويلسون قد حفزته إلى طرح نظام تصنيفي يميز السدم المجرية من غير المجرية، ليكتشف الكثير من السدم الكوكبية الجديدة والنجوم المتغيرة، ولكن أهم نتيجة لأبحاثه المبكرة هي المتعلقة بأصل الإشعاع الآتي من السدم المجرية المنتشرة، ولكن ما إن أصبح مقراب المئة بوصة جاهزا حتى بدأ هابل بإجراء بحث مركز مجهد لتحديد طبيعة السدم الواقعة خارج درب التبانة وتركيبها.
الكون يتمدد مع الوقت 
في ذلك الوقت لم يفلح علماء الفلك في كشف حساب عمر الكون، ولم يكونوا واثقين من وجود أي شيء أبعد من مجرة درب التبانة أو الطريق اللبني، الذي تكون المجموعة الشمسية جزءا منه، ولكن هابل اكتشف في عام 1924 أن هناك المزيد من المجرات ، فهناك في الحقيقة المليارات من المجرات، بعد ان اثبت أن الكون يتمدد مع الوقت بقيمة ثابتة، وهذا ما تقول به أهم نظريات نشأة الكون وهي نظرية الانفجار العظيم، حيث صححت صورة الكون الساكن ذي الحجم المحدود المستقر.
 
تليسكوب هابل الفضائي 
نجح هابل في اختراع تليسكوب فضائي سمي باسمه فيما بعد، وهو مقراب يدور حول الأرض ويعطي الفلكيين صورة واضحة عن الكون، كان أطلق للمدار الأرضي المنخفض خارج الغلاف الجوي على بعد 593 كم فوق مستوى سطح البحر، وحلق بسرعة 28 ألف كيلو متر في الساعة، قطر بؤرة التلسكوب 2.4 متر، مزود بـ4 أجهزة رصدية تستخدم الأشعة الفوق بنفسجية، وتحت الحمراء، والطيف المرئي، بفضل هذا الاختراع التقط العلماء صور عالية الوضوح خالية من تشتيت أضواء الأجرام الكونية.
 
 
التكريمات والجوائز 
جائزة نيوكومب كليفلاند من الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة  في عام 1924 .
وسام بروس من الجمعية الفلكية في منطقة المحيط الهادئ في عام 1938 .
وسام فرنكلن من معهد فرنكلن في عام 1939 .
الميدالية الذهبية لجمعية الفلك الملكية في عام 1940 .
وسام الاستحقاق لمساهماته في علم البالستيات في عام 1946 .
أطلق على اسمه
كويكب هابل 2069 .
فوهه هابل على سطح القمر
مرصد هابل الفضائي.
الرحيل 
 
في عام 1949 خلال أجازته في كولورادو، أصيب هابل بنوبة قلبية فأخذت ترعاه زوجته جراسي هابل وعاش بقية حياته على نظام غذائي محدد وجداول للعمل، وفي 28 سبتمبر 1953 مات هابل في سان مارينو بكاليفورنيا على اثر تعرضه لجلطة في المخ.