شارك المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس،  اليوم السبت  في ندوة الكترونية دعت إليها منظمة العدالة والسلام السويدية بمشاركة عدد من رجال الدين ودعاة حقوق الإنسان من مختلف أرجاء العالم، وقد وجه المطران كلمته من القدس موجها التحية لهذه المنظمة الحقوقية الإنسانية التي تنادي دوما بالعدالة والحرية والسلام وتناهض مظاهر العنصرية والكراهية أيا كان شكلها وأيا كان لونها.
 
وجاء نص كلمته كالأتي : 
 
لقد عانت البشرية بأسرها من وباء كورونا والذي نتمنى ان يختفي من عالمنا لكي تتوقف هذه المعاناة التي ألمت بالبشرية كلها وفي سائر أصقاع العالم ومن القدس نعرب عن تضامننا وتعاطفنا مع كافة أولئك الذين أصيبوا ونعزي ذوي أولئك الذين فقدوا حياتهم ، وعندنا علامات استفهام كثيرة حول جائحة الكورونا نترك لذوي الاختصاص ان يبحثوا وان يعلنوا استنتاجاتهم ، ولكن عندي قناعة بأن هذه المسألة ليست بريئة وهي مخطط أوجده أشخاص تخلوا عن إنسانيتهم وتجردوا عن كل قيمة أخلاقية أو روحية وهدفهم هو نقل البشرية كلها الى مرحلة جديدة تنسجم ومصالحهم ومصالح وأجندات الأقوياء والجبابرة في عالمنا .
 
 
يجب علينا أن نكون يقظين ففي الوقت الذي فيه نواجه هذه الجائحة لا يجوز بأي شكل من الأشكال ان نسمح لاية جهة سياسية في هذا العالم بأن تستغلها لاغراض لا إنسانية ولا أخلاقية ولا حضارية ولا يجوز السماح لأولئك الذين يدعون انهم قادة العالم بأن يقودوا هذا العالم وفق أجنداتهم وأهوائهم وبرامجهم ، يجب علينا ان نتصدى للأعمال الشريرة المبيتة الخبيثة التي تعد سرا ولربما سيأتي اليوم الذي ستخرج فيه الى العلن .
 
 
لا ننكر وجود وباء الكورونا ولا ننكر وجود فيروس خطير انتشر في عالمنا ولكن عندنا علامات استفهام كثيرة حول هذا الموضوع وعندنا شكوك بأن يكون هذا الامر مفتعل لغرض في نفس يعقوب بهدف تدمير الكثير من القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية في عالمنا .
 
من الأهمية بمكان ان نكون يقظين لمرحلة ما بعد الكورونا اذ لا يجوز ان نسمح لاي احد في هذا العالم ان يستغل هذا الوباء لتمرير أجندات سياسية استعمارية لا تنسجم وقيمنا الأخلاقية الروحية والإنسانية ،نحن معكم في سعيكم الرافض للعنصرية والتطرف والكراهية ونتمنى منكم ان تلتفتوا إلى فلسطين وشعبها المظلوم الذي يعاني الأمرين نتيجة الظلم التاريخي الذي عانى ومازال يعاني منه، كما ونتمنى من المؤسسات الحقوقية والإنسانية في عالمنا بان ترفض "قانون قيصر" الامريكي الجديد الذي هدفه تجويع الشعب السوري وتمرير سيناريو لا يختلف عما حل بالعراق قبل سنوات .
 
أن هذا القانون الأمريكي الشرير سوف يؤدي إلى مزيد من المآسي الإنسانية في سوريا الشقيقة ومن واجبنا جميعا ان نرفض هذا القانون وان نناهضه لان تداعياته ستكون كارثية على الشعب السوري .
 
 
 
معا وسويا يجب ان نتصدى لهذا القانون الشرير الذي صدر بعيدا عن الأضواء في ظل جائحة كورونا وهذا يدل على الوجه القبيح للإدارة الأمريكية الشريرة التي تتفنن في قهر الشعوب وإذلالها وتدمير بلداننا .
 
يقولون أن أمريكا هي اكبر قوة في العالم وأنا أقول بأن في أمريكا هنالك اكبر نظام شرير في العالم والشر الذي يصدر عن الإدارة الأمريكية من واجبنا ان نتصدى له ونناشد ونطالب أصدقاءنا المثقفين والحقوقيين والأكاديميين والإعلاميين في أمريكا أيضا بأن يتصدوا لهذا القانون الجائر البعيد كل البعد عن القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية.
 
أن إدارة ترامب التي أعلنت عن صفقة القرن'> صفقة القرن المشؤومة وأعلنت عن مدينة القدس بأنها عاصمة لإسرائيل حيث أن من لا يملك يقدم إلى من لا يستحق هي التي تقر اليوم قانون قيصر الذي هدفه تجويع وإذلال الشعب السوري . ان مناهضة السياسة الأمريكية العدوانية الشريرة إنما هو واجب أخلاقي وأنساني على كل دعاة حقوق الإنسان في العالم ، فإدارة ترامب هي اخطر ظاهرة موجودة في العالم وهي تهدد أمريكا ذاتها كما انها تهدد العالم بأسره .