كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
 
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر،  بعيد تذكار القديس بيـدا الكاهن المكرم طبيب ومعلم الكنيسة، وفي إطار المناسبة  نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة سيرة حياة القديس، وجاءت : 
 
 
قد لخص القديس بيدا هو سيرته تلخيصاً متواضعاً فقال :
بيدا خادم المسيح، كاهن دير الرسولين المباركين، بطرس وبولس، القائم في ويرزموث وجرو. وإذ كنت قد ولدت عام 673 م في إقليم ذلك الدير فقد أدخلني أهلي فيه وأنا في السبعة من عمري لأربى على يدي رئيسه المبجل بندكت بسكوب، ولقد قضيت حياتي كلها بعد ذلك الوقت في هذا الدير، وبذلت كل ما أستطيع من جهد لدراسة الكتاب المقدس، والمحافظة على السنين المتبعة وترتيل الترانيم الروحية في الكنيسة، وكنت أستمتع على الدوام بتلقي العلم أو بالتدريس أو بالكتابة... حتى عينت شماساً في التاسعة عشرة من عمري، ثم أصبحت كاهناً في سن الثلاثين... وبقيت من هذه السن إلى التاسعة والخمسين عاكفاً على دراسة الكتاب المقدس وكتابات روحية كثيرة .
 
وكلها باللغة اللاتينية، وتشمل تعليقات على الكتاب المقدس يفسره بشكل رائع في ضوء أعمال آباء الكنيسة التي عرفها بعمق ، ومواعظ، وثبتاً بالحوادث العالمية وتواريخها، ورسائل في النحو، والرياضيات، والعلوم، والدين، وأهم من هذا كله كتابه في التاريخ الكنسي للأمة الإنجليزية الذي كتابه عام 731 ويختلف هذا الكتاب الأخير عن معظم تواريخ الأديرة في أنه ليس سجلاً، حافلاً للحوادث؛ وربما كان في الجزء الأخير منه مثقلاً فوق ما يجب بأخبار المعجزات. وأن صاحبه على الدوام سريع التصديق لما لا يصح تصديقه، مدفوعاً إلى هذا بسذاجته البريئة الطاهرة، شأن العقل الحبيس من سن السابعة؛ ولكنه رغم هذا كله قصة واضحة خلاّبة، تسمو في أجزاء متفرقة منها إلى البلاغة البسيطة، كما نرى ذلك في وصفه للفتح الأنجليسكسوني. وكانت بيدا رجلاً مفكراً حتى الضمير، يعني أشد العناية بتواريخ الحوادث، وهو في العادة دقيق فيما يورده منها؛ يعين المراجع التي يعتمد عليها، ويسعى للحصول على الشواهد من مصادرها الأولى، ويقتبس مما يستطيع الوصول إليه من الوثائق الصحيحة. ومن أقواله في هذا المعنى: "لست أريد أن يقرأ أبنائي أكذوبة واحدة"ونرجو أن يكون قصده بأبنائه تلاميذه الستمائة الذي علمهم. وقد توفي بعد ست سنين من كتابة سيرته الذاتية السالفة الذكر، والتي جمع في سطورها الختامية كل ما حوته تقوى العصور الوسطى من رقة وإيمان . وتوفي هذا القديس بيدا المكرم العظيم في 25 مايو 735 م . أن البابا ليون الثالث عشر أعلنه في عام 1899 قديسًا وطبيبًا للكنيسة. والقديس بيدا كان يصلي هذه الصلاة . أتوسل إليك يا يسوع الرحيم أن تمن بفضلك على من عطفت عليه فأسقيته من كلمات علمك العذبة بأن يقبل في يوم من من الأيام عليك يا ينبوع الحكمة بأجمعها ويقف على الدوام أمام وجهك .
 
بعد أكثر من اثني عشر قرناً من وفاته سيعتمد المجمع الفاتيكاني الثاني أيضًا على فكره ، المذكور في الدستور العقائدي لومين جنتيوم ( نور الأمم ) في الكنيسة وفي المرسوم الأدبي بشأن النشاط التبشيري. يموت بيدا في جارو ، حيث كان يدرس لفترة طويلة ، ودفن هناك. لكن الملك إدوارد المعترف (1004-1066) سينقل الجثمان لاحقًا إلى كاتدرائية دورهام . . لم يغادر القديس بيدا الجليل ديره تقريبًا بمجرد أن أصبح راهبًا ، لكنه أثر على الكنيسة بأكملها في عصره. من أكثر العلماء معرفة ، كتب ودرّس في جميع مجالات المعرفة. تمت قراءة كتابات بيدا في الكنيسة حتى قبل وفاته.