دكتور ماهر عزيز
كنت راضيا تماما بأن تودع الدولة رمزا من رموز العسكرية المصرية وداعا لائقا بشرف العسكرية وعزة الوطن الذي تمثل هذه العسكرية رمزه السامق النبيل .

وامتلأت بامتنان بالغ للرقي الذي عبر به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الأبعاد الغنية للحضارة المصرية وأصالة الشعب المصري وعراقته ومجده بوضعه الوداع النهائي لقطب سلاح الطيران المصري في التقليد اللائق بمكانة جيش مصر .. فكان الطابع العسكري للوداع بأصوله النظامية الرفيعة اية الانضباط والشرف العسكري.

ولم أر في ذلك تناقضا مع بؤس الأداء الرئاسي للرئيس مبارك في حكم مصر ، وتوقف طموحاته لوطنه تماما عند الحدود الدنيا للمسيرة الإنسانية ، وفقا لرؤية قاصرة تراجعية ، اكتفي فيها بالاستقرار الاسن الراكد الذي قتل روح الابداع ، ومكن لاستشراء الفساد ، وطفا علي سطح المجتمع بالامعات ، وتقهقر بالعلم تقهقرا مزريا لحساب سيطرة الجهل والدجل والسلفية والخرافة.. فضلا عن قصور رؤيته السياسية عند عتبة التوازنات المشينة ، التي أطلقت تيارات التخلف والجمود والعنصرية في القبض علي التعليم والثقافة والاقتصاد... بل وتحالف مع الاخونة لمفاصل الدولة ..فضلا عما اقترفه من غض الطرف عن الدونية والعزل والفرز العنصري التي حاقت بشركاء الوطن وأنبذتهم ، وتركتهم فريسة حية ولقمة سائغة بين فكي الإرهاب الأسود .

نعم كان عصر مبارك في ثلثيه الاخيرين ذلك كله وأكثر .. بينما علي الصعيد الاستراتيجي حقق حمائيات ومكاسب ملحة للوطنية المصرية.

فتكريم وداعه لا ينفي أبدا معالم الضعف الهائل في حكمه ... لكن تلك كانت غاية رؤاه وطموحاته وقدراته ورؤيته لدوره... كما أن معالم هذا الضعف كله لا تقف حائلا دون تكريم رمزيته العتيدة للعسكرية المصرية.