كتب – روماني صبري 

 
قال الكاتب والصحفي إبراهيم عيسى، ان التباعد الاجتماعي والالتزام بالتدابير الوقائية "منهج حياة" للتعامل مع جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، لافتا :" علينا الالتزام بتعليمات منظمة الصحة العالمية، ونلتزم معها أيضا بمقاصد وضوابط الدين، لان جوهر أي دين هو حفظ النفس، مستشهدا بالآية " لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة." 
 
الصوت الأعلى الآن للعلم 
وتابع "عيسى" عبر برنامجه "مختلف عليه"، المذاع عبر فضائية "الحرة"، العالم كله يتعرض لهذه المحنة الصحية الصعبة التي سببها وباء كورونا التاجي، وكان طبيعيا بل بديهيا أن يكون الصوت الأعلى في هذه المرحلة وفي هذا التوقيت، هو صوت العلم والعلماء، الطب والأطباء الخبراء، كونهم يستطيعون إنقاذ بلدان العالم المختلفة من جائحة كورونا عبر تطوير لقاح له." 
 
رجال الدين حائلا بين العلم 
 لافتا :" لكن الغريب والعجيب والمريب هو قيام رجال الدين "بحشر" أنفسهم عبر خطاباتهم الدينية التي استخدموا فيها كل أدواتهم كي يفصلون ويحجزون ما بين صوت العقل والعلم والناس والجماهير والمواطنين ومفرطي التدين، فكأنما المشايخ والوعاظ ورجال الدين في كل الأديان جعلوا من أنفسهم حائلا  بين العلم وبين الناس." 
 
وواصل :" إذا لم تكن هذه الجائحة قد علمتهم فيبدو أن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر معمقة في هذا الخطاب الديني الإيماني، هؤلاء الذين يحملون في حناجرهم ما أسوأ من فيروس كورونا، كان رجال الدين لا يريدون التعلم من الواقع ولا حتى من التاريخ الذي يذكر كيف تعامل المسلمون الأوائل مع الطاعون ." 
 
طاعون عمواس 
واستشهد "عيسى" بكارثة صحية ضربت البلاد الإسلامية في الماضي، وهي "طاعون عمواس" الذي ضرب ولاية بلاد الشام الإسلامية التابعة للخلافة أيام خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هـ/639م ، لتسمي هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها من المجاعة والتي اجتاحت المدينة المنورة أيضا.
 
وحكى "عيسى":"  كان طاعون عمواس من اشد واخطر الأوبئة التي واجهت المسلمين في فترة الخلافة العمرية، فترة عمر بن الخطاب، سمي هذا الطاعون على اسم بلدة صغيرة من ضواحي القدس، لكنه امتد أيضا لبلاد الشام أيام خلافة عمر بن الخطاب بعد فتح بيت المقدس، ومات فيه كثير من المسلمين ومن الصحابة ولم يقل احد وقتها انه عقوبة إلهية على المسلمين ولا عقوبة على عمر بن الخطاب."
 
الطاعون حصد أرواح الكثير من الصحابة 
موضحا :" في البداية اجتاح منطقة عمواس بغور الأردن، وأدى إلى هلاك ما يفوق الـ20 آلف نفس، وقيل في روايات أخرى انه قتل 30 آلف مسلم ... امتد هذا الطاعون لبلاد إسلامية أخرى ليحصد أرواح الكثير من الصحابة، من ضمنهم "أبو عبيدة الجراح" الذي سماه الرسول "أمين الأمة." 
 
 ولفت عيسى لرؤية رجال الدين الجامدة التي اعتبرت الفيروس التاجي عقوبة من الله على البشر بسبب خطاياهم، كما يترجمون دائما أي كارثة غير مستندين على أي أبحاث علمية، معقبا بقوله :" اعتبروا ان الله خصص الأوبئة لعقاب البشر، والتي تأتي لتحصد أرواح الظالمين والأبرياء، وتابع :" هم ينظرون للخالق على انه اله منتقم  جبار وليس الرحمن الرحيم." 
 
وشدد "عيسى" على أن العقل الأصولي في كل الأديان واحد واحد، وأشار :"  تختلف اللغة ويختلف حتى الدين لكن لا يختلف التفكير ولا منطقه ومنهجه أبدا." 
 
 الفيروس من جنود الله ! 
وعرض البرنامج مقطع فيديو للداعية السلفي المتشدد "حازم شومان"، وهو يقول :" فيروس كورونا اصغر جنود الله بعثه الخالق ليهزم أقوى الدول والجيوش في العالم." 
 
كورونا إبليس !
كما عرض البرنامج مقطع فيديو لكاهن أمريكي، يتعامل مع الفيروس على الشيطان ويطالبه قائلا :" أيها المهلك القاتل اخرج من هذه الأمة على الفور، باسم يسوع المسيح القي عليك حكمي بالخروج." 
 
ماذا يحدث للجسد البشري عند الصوم ؟ 
وحول حديث رجال الدين على أن الصوم يفيد الجسم، قال بهي الدين مرسي، طبيب ومفكر مصري، انا لست رجال دين بل طبيب، وفي الصوم ينقطع الإنسان عن شرب المياه، فتشعر بذلك الكلى عبر المجسات فتوقف إفراز البول  وقتها يتوقف تخلص الجسم من السموم."