جنوده يؤكدون مواقفه الإنسانية ورفض مغادرة سيناء عقب إصابته
كان قائداً لمجموعة كمائن عُرفت باسم «سلسلة زلزال»، والمسئولة عن تأمين «طريق الجورة»، إنه الشهيد العقيد أركان حرب حازم إبراهيم حامد، قائد إحدى كتائب قواتنا المسلحة فى مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، والذى عُرف بين جنوده ورجاله بـ«القائد الأب» أو «القائد الإنسان»، فمثلما كان شرساً فى القتال، والمواجهات أمام العناصر الإرهابية، كانت الإنسانية شعاره فى التعامل مع جنوده، ليحرص على الوصول إلى أفضل النتائج فى المهام المكلف بها، مع أقل الخسائر.

و«طريق الجورة»، هو الذى شهد بطولات نادرة نفّذتها رجال القوات المسلحة، التى أسفرت عن ضبط عناصر إرهابية خطرة دون خسائر فى الأرواح، حتى عُرف بعضهم بأسماء «صائدى الإرهابيين». «القائد الإنسان»، اعتبر سيناء «العِرض»، لا يجوز أن يبتعد عنه، ليطلب من قادته العودة للقتال فى سيناء عقب إصابته، رافضاً أى محاولة لإبعاده عنها، وأصر على القتال على أراضيها.

وروى جنوده بطولات كثيرة على لسانه، من ضمن عشرات البطولات التى تتحقق كل يوم فى شمال سيناء فى مهمة تطهيرها من فلول العناصر الإرهابية، لكن مواقفه الإنسانية أكثر ما كان مؤثراً فيها؛ فقال أحدهم إنه أمر بتحريك «عربة هامر» لنقله إلى الطبيب حتى تم الاطمئنان عليه، وسؤاله الدائم عنه حتى تماثل للشفاء.

وآخر قال عنه، إنه كان ينظر إليهم فى المداهمات بـ«نظرة أب»، يريد أن يتفوق أبناؤه، لكن فى الوقت نفسه دون أى خسائر فى الأرواح فيهم. ويقول آخر، إنه كان يجمعهم قبل المداهمات ليحمّسهم، لكنه كان يقول لهم دائماً: «لازم نخاف على بعض، ونتعلم من أخطائنا.. والله عالم مين هيرجع فينا.. مش مهم أنا.. عايزكم أنتم بألف سلامة». وفى إحدى المداهمات فى 8 سبتمبر 2016، وأثناء مداهمة لمنطقة إرهابية خطرة بمنطقة الزهير غرب قرية المقاطعة جنوب مدينة الشيخ زويد، استهدف بطلقة قناص فى رقبته، ليستشهد على أرض سيناء الحبيبة كما كان يتمنى دائماً.. وعقب استشهاده برتبة المقدم، قررت القوات المسلحة ترقيته استثنائياً إلى رتبة العقيد، تقديراً لبطولاته، وتضحياته.