عبد المنعم بدوي
هذا الرجل هو السير " توماس مور " ، هو رجل أجتماعى ، حريص على العلاقات الأجتماعيه ، وزوج مخلص ، وأب عطوف ، وسيد متواضع .

كان أبوه حريص على أن يجعله محاميا مثله ...  لكنه أتجه الى دراسة اللاهوت ، والأديان المقارنه ، والفلسفه ...  وفى سن مبكره أشتغل بالسياسه ، وأنتخب عضوا بالبرلمان ، وكانت له مواقف عنيفه ضد فرض الملك ضرائب جديده ، فثار الملك عليه وحبسه ، ولم يفرج عنه إلا بعد دفع كفاله ماليه كبيره ، ولم ينس له الملك ذلك .

وجاء الملك "هنرى الثامن " ملك على أنجلترا ، وتزوج هذا الملك أرملة أخيه ، وهو مايتنافى مع تعاليم الكاثوليكيه ، لكن بابا روما وجد مخرجا ، وأصدر مرسوما بشرعية هذا الزواج ...  لكن هذه الزوجه لم تنجب أطفالا ذكور ، وشعر الملك بخطورة موقفه ، وأتفق مع سيده أخرى تدعى " آن بولين " على الزواج لإنجاب ذكر يرث العرش .

وكان المطلوب من بابا روما أن يوافق على طلاقه من أرملة أخيه ، ويعلن مرة أخرى مياركته على الزواج من " آن بولين " ، وأيضا المطلوب من أعضاء البرلمان الموافقه للملك على ذلك ، وعلى رأسهم السير " توماس مور " ، وأن يقفوا بجوار الملك فى مطلبه هذا فى مواجهة بابا روما ، لكن بابا روما رفض !!

فلم يجد هنرى الثامن مخرجا إلا بالخروج عن سلطان بابا روما ، وعين نفسه  على رأس الكنيسه البريطانيه ، وأعلن أستقلالها ، وفصل الكنيسه فى لندن عن الكنيسه فى روما .

أعترض بشده السير " توماس مور " على هذا الأجراء العنيف ، وأعلن رفضه له ، وأيضا رفضه للملك على طلاقه ، وأيضا زواجه للمره الثانيه .

ولما أصبح الملك على رأس الكنيسه ، وبذلك جمع بين السلطه الدينيه والدنيويه ، فمخالفته تعتبر " خيانه عظمى ": ، وإلحاد ، وبذلك يعتبر السير " توماس مور " خائن وكافر لدينه ، والعقوبه هى " الأعدام " .

لم يتراجع " توماس مور " عن موقفه ، وأختار الأعدام ...  وأعدم  " توماس مور " كما أعدم  " سقراط " من قبل ، من أجل المبادىء الأخلاقيه ، ومن أجل المبادىء التى يؤمن بها ، ولايرى أى مساومه عليها .

هذا نموذج لرجل " بطل " ولاشك ...  إنه رجل لكل العصور