قصّة للأطفال  : زهير دعيم
 الفصلُ ربيعٌ  والصّباحُ جميل...
 
 كلُّ شيء يضحكُ ويبتسمُ ويُزقزقُ: 
الزُّهورُ والورودُ والعصافيرُ والفراشاتُ المُلوّنةُ والنحلُ وكلّ ما في الطبيعة.
وقفت حنان الطفلة الصغيرة والجميلة على الشُّرفة تنظر الى هذه الصّورة البديعة ، وما هي إلّا لحظات حتّى قرّرت  أن تُشاركَ الطبيعةَ فرحتها، فنزلت وتمشّت في حديقتهم الجميلة والمليئة بالأشجار والورود والرّياحين ، تُمتِّعُ النَّظرَ والسّمع.
 
  وفجأةً وقفت جامدةً في مكانها...
واااو ... كادت ان تدوسه بقدمها الصغيرة ؛ إنّه فرخُ صغير ملوّن الريش يرتعش بين الازهار. 
 
مدّت حنان يدها وامسكته وهي تقول : 
كم أنت جميل!!!
أين أمّك يا صغيري ؟!
 
ماذا تفعل هنا ؟ ألا تعلم أنّ قطّة جيراننا السّوداء تزور حديقتنا كلّ يوم ؟!
 وارتعش الفرخ الصّغيرُ في يدها أكثر وأكثر، فطبعَت على ريشه قُبلةً حارّة قائلةً : لا تخف ... أنتَ في أمان .ستعيش معنا وبيننا.
 
     حمَلَتْ حَنانُ الفرخَ الصغيرَ الخائفَ وقلبها يرقصُ فرحًا وحنانًا ودخلت البيت وهي تنادي : ماما ...  ماما .
أسرعت الأمّ اليها قلِقةً لترى ابنتها والفرخَ الصّغير . 
 
لقد وجدته في الحديقة... سأطعمه يا أمّاه وسيعيش معنا وبيننا . 
 
  كم أنت رائعة وحنون يا صغيرتي ، قالت الأمّ والبسمةُ تملأ وجهها ، وأنا بدوري سأساعدك وسأجعل أباك يشتري له قفصًا صغيرًا وجميلًا ودافئًا.
  فرحت حنان  وقالت : أظنّه جائع يا أمّي فماذا أطعمه ؟!
 
سأجيئك ببعض حبّات السِّمسم يا محبوبتي. 
 حَمَلت حنان حبّات السِّمْسم وعصفورها الصغير وخرجت الى الشُّرفة المُطلّة على الحديقة ، لتنتفضَ من جديد ، وينقبض قلبها الصغير وهي ترى  قطّة جيرانهم السّوداء تمرُّ من هناك حيث وجدَت قبل دقائق معدودات فرخها الصّغير . 
 
رفعت عينيها الصغيرتين الى السّماء ، ثمّ ما لبثت أن ضمّت فرخها الجميل الى صدرها ،وراحت تمسح الدموع  وتبكي وهي تقول لن أتخلّى عنك ابدًا واستدركت قائلة :  إلّا اذا عادت امّك تبحث عنك.