يستعد البنك المركزي المصري لإصدار عملة مصنوعة من البلاستيك فئة 10 جنيهات قريبا، حيث سيتم إصدارها بالتزامن مع بدء تشغيل مطبعة المركزي الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة.
وتعتبر تلك العملة الجديدة مصنوعة من مادة البوليمار، وهي المادة الخام لصناعة العملة، تتميز بأنها تدوم 3 أضعاف العمر الافتراضي لنظيرتها الورقية أو البنكنوت.
ظهر الاتجاه لإنتاج عملات بلاستيكية مصرية في شهر ديسمبر لعام 2018، عندما كشف طارق عامر محافظ البنك المركزي، عن بدء إنتاج نقود بلاستيكية من بعض فئات النقد المصرية "الجنيه المصري" بمطبعة البنك المركزي المصري الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة، موكدً على أنَّه سيتم تداول تلك النقود خلال عام 2020.
أكثر من 20 دولة تستخدم العملات البلاستيكية
وتستخدم أكثر من 20 دولة النقود البلاستيكية، أبرزهم بريطانيا واستراليا وكندا وهولندا والسويد، حيث يمتاز ذلك النوع بالمرونة والقوة والسمك الأقل، ما يجعلها ذات عمرا افتراضيا أطول يصل إلى نحو 5 أضعاف عمر الفئة الورقية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، وهي صديقة للبيئة، وذات قابلية أقل كثيرا في التلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة التزييف والتزوير.
كما أن للنقود البلاستيكية مزايا عديدة أيضا، أنها تدوم لفترة طويلة، ولا تتورم بسرعة كبيرة وهي ميزة كبيرة في البلدان ذات المناخ الحار، ما يجعلها غير نظيفة لاحقا وتحمل العديد من الأمراض، وفقا لتقرير لموقع "بي بي سي" البريطاني، في نوفمبر 2011، حيث يتم طباعتها من مادة "البوليمر" البلاستيكية، ودخلت تلك التقنية بأستراليا في عام 1988، بسمات أمنية مثل النوافذ الشفافة والعلامات المائية المجهرية، فضلا عن كونها صديقة للبيئة، حيث ظلت تحتكر سيدني تلك الصناعة لعدة أعوام قبل منافسة بريطانيا لها.
ما هو البوليمر؟
تعد هي أساس تصنيع النقود البلاستيكية، وهي مادة صديقة للبيئة، وتتميز بمقاومتها للماء، ومقاومتها للتلف، لذلك تطيل عمر العملة النقدية، إلا أنه رغم تلك المميزات المتعددة، إلا أن الموقع أشار أيضا لوجود بعض المشاكل بها، مثل أنه من الصعب طيها، وكونها زلقة، وأن بعض الدول الأقل نموا لا تمتلك القدرة على إعادة تدويرها.
وقالت دراسة كندية إن العالم يتجه لإنتاج نقود مصنوعة من البلاستيك نظرا لانخفاض أثرها على البيئة مقارنة بأوراق "البنكنوت"، وانخفاض تكلفتها وطول عمرها الافتراضي، حيث أنها توصلت إلى أن الأثر البيئي الناشئ عن دورة حياة أوراق نقدية بقيمة 3 مليارات يورو تم إنتاجها في العام 2003، يعادل الأثر البيئي الناشئ عن قيادة سيارة حول العالم بعدد 9235 مرة.
خبيرة مصرفية: العملات البلاستيكية تقضي على التزوير والأمراض
ومن ناحيتها، أكدت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة المصرفية وعضو لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان، أن عدة دول تستخدم النقود البلاستيكية بالفعل، حيث تتمتع بعدة مزايا، على رأسها أنها الأفضل في التداول والاستخدام وغير ملوثة للبيئة وذات عمر افتراضي طويل.
وأضافت فهمي لـ"الوطن"، أن النقود البلاستيكية تساعد في تقليل نقل الأمراض، ومنع التزوير، كما تضمن للمواطن والحكومة تسهيلات ضخمة في المعاملات المالية، وتضمن عدم تزوير الأموال والسيطرة على السوق النقدية والاقتصاد الموازي.
وأشارت إلى أن الأوراق النقدية من أكثر المواد التي تنقل الميكروبات والفيروسات بنسبة عالية، لذلك فالعاملين في البنوك يستخدمون باستمرار معقمات لأيديهم لتقليل انتقال الميكروبات، حيث يتم تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة العالية.