أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الوطنية الحقيقية عطاء وانتماء، وأن مصالح الأوطان من مقاصد الأديان، وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأن المرتزقة يتساقطون في هزيمة نفسية واحدة تلو الأخرى، وأن المواطنة تقوم على الحقوق المتبادلة، الحق مقابل الواجب، مشددا على أن أطباء مصر الشرفاء يسطرون ملحمة وطنية عظيمة للحفاظ على سلامة المجتمع والدولة.

 

وقال وزير الأوقاف - في تصريحات اليوم، إن الحفاظ على الوطن من أهم المقاصد العامة للتشريع، وهو أحد الكليات الست التي يجب الحفاظ عليها، كما أن الوطنية الحقيقية هي عطاء وانتماء وليست مجرد ادعاء، وقد تحدث الأدباء على مر التاريخ عن الوطنية الحقيقية، لافتا إلى أن الأدباء والشعراء تناولوا هذا الجانب بمخزون وافر من الولاء والانتماء، يقول شوقي: بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا * وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا.
 
وأشار وزير الأوقاف إلى أن أمير الشعراء يتحدث عن الرجال الأوفياء لأوطانهم الذين يضحون بأنفسهم في سبيل الدفاع عن وطنهم، أو العمل على رفعة شأنه أو الحفاظ عليه، مضيفا: وهذا ما نلمسه رأي العين من تضحيات أبطال قواتنا المسلحة الباسلة في سبيل هذا الوطن، الذين يواجهون الإرهاب والإرهابيين بشجاعة وفدائية وحماس ووطنية غامرة، وما نلمسه أيضًا من رجال الشرطة الذين يحافظون على أمن هذا الوطن، وهو ما نلمسه أيضًا من الأطباء الشرفاء العظماء الذين يتصدون لمواجهة الوباء والبلاء يقفون على رءوس المرضى صابرين يواصلون الليل بالنهار، وقد ضحى وما زال يضحي بعضهم بنفسه في سبيل وطنه وفي سبيل الإنسانية، يقول شوقي : (بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا) وهذا يشمل كل وطني شريف في كل مجال وميدان يضحي في سبيل وطنه ، ويؤكد شوقي أن هذا هو حق الوطن على أبنائه ، فيقول: وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ * يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ، لافتا إلى أن الوطنية عطاء وانتماء، والتدين الصحيح يعني الوطنية الصحيحة، أما إن وجدت اختلالًا في وطنية أحد فاعلم أن هناك اختلالًا موازيًا في فهمه لصحيح الدين ومقاصده، لأن مصالح الأوطان من عظيم وصميم مقاصد الأديان ، ويقول أيضًا الشاعر أحمد محرم : مَن يُسعِدُ الأَوطانَ غَيرُ بَنيها * وَيُنيلُها الآمالَ غَيرُ ذَويها.
 
وأوضح وزير الأوقاف، أهمية التفرقة بين الجيوش الوطنية مثل قواتنا المسلحة الباسلة التي هي من قلب هذا الشعب، مؤكدا أن جيش مصر وشعبها شيء واحد، بخلاف الجيوش التي تقوم على المأجورين والمرتزقة ممن لا عقيدة لهم ولا دين ولا وطنية فيتساقطون في هزيمة نفسية، لأن الإرهابي لا دين له، ولا وطنية ولا خلق له ولا انتماء، فشتان بين أبناء الوطن الحقيقيين وبين المرتزقة المأجورين من الإرهابيين الذين تستخدمهم الدول لخدمة أهدافها، مستشهدا بما جاء على لسان الشاعر أحمد محرم: لَيسَ الكَريم بِمَن يَرى أَوطانَهُ * نهبَ العَوادي ثُمَّ لا يَحميها ، منوها بأن الكريم الأصيل الشريف في أي مكان و ميدان لا يمكن أبدًا أن يتخلى عن واجبه الوطني ، وقال إن الشاعر كان ينسج شعره قائلا : إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي * عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أتردد ، إذ ليس الكريم بمن يرى أوطانه نهب العوادي ثم لا يحميها ، يجد وطنه في حاجة إليه ثم لا يتقدم الصفوف .
 
وأكد وزير الأوقاف أن الخونة والعملاء والمأجورين الذين وقعوا فريسة لأعداء الوطن، حيث أصبحوا لا يشغلهم سوى ما يتقاضون نتيجة خيانتهم وعمالتهم ، حيث تعهدوهم (بالأموال، والمتابعة ، وبالتشجيع وبالدعم الفيسبوكي ، وبالدعم الإعلامي العالمي)، موضحا أن الوطني الشريف : هو من يرد الجميل للوطن الذي ربى، والذي علم والذي ثقف ، والذي أمد الإنسان بكثير من الأمور التي لا يستطيع أن يعدها لنفسه ، فالإنسان لا يستطيع أن يبني مدرسة لنفسه، ومستشفى لنفسه، وطريقًا لنفسه ، ومطارًا لنفسه وطائرة لنفسه ، ولا أن يصنع لنفسه كل حياته ، فالحياة قائمة على التعاون والوطن بكل أبنائه وهو لجميع أبنائه، ولا يمكن أن يكون الوطن لطائفة منهم دون طائفة ، ولا ببعضهم دون بعض، وقد قالوا : رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة ضعيفة فقيرة ، لأن الأول (رجل فقير في دولة غنية قوية) له دولة تحمله وتحميه وقت الشدائد في الداخل والخارج ، مَن يصاب بالأمراض الآن أين يذهب؟! ألم يذهب إلى مستشفيات الدولة ، وإمكانيات الدولة التي وفرتها، عندما حدثت مشاكل لبعض العالقين من قام على إرجاعهم والتعهد بهم ، وقام بتوفير ما يلزم لنقلهم ، أليست الدولة ، أليس هناك الحق والواجب ، والمواطنة تقوم على الحق المتبادل ، الحق مقابل الواجب ، فكما يحق للإنسان أن يأخذ كل ماله عليه أن يؤدي واجبه تجاه وطنه.
 
ونبه وزير الأوقاف إلى أنه لا يعرف معنى الوطن إلا من فقد الوطن، الوطن كيان، هوية، ذات ، انتماء، وجود ، فإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ، كما أن الصحة تاج على رءوس الأصحاء، فالوطن تاج على رؤوس الوطنيين الشرفاء ، ولا يعرف معنى الوطن إلا من فقد الأهل والديار ، والأحباب ، وفقد الأمن والأمان ، ووقع فريسة الإرهاب والإرهابيين ، ساعتها ذاقوا ألم فراق الوطن ، فالوطن نعمة ، وهذا الوطن له حقوق ليس بالجهد والعرق فقط ، من هذه الحقوق أن نفتديه بكل غالٍ ونفيس) ، داعيا لمصر وأهلها وشعبها وجيشها ، وسائر بلاد العالمين بأن يكشف البلاء عن البلاد والعباد .