انتشر فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في مدينة هونان الصينية وماتت 4500 دجاجة في المزرعة التي تفشت فيها وذبحت السلطات أكثر من 18 ألف دجاجة أخرى. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد ينتقل فيروس H5N1 إلى البشر بالاتصال مع الطيور الميتة أو البيئة الملوثة، لكن انتقاله بين البشر أمر نادر الحدوث. لذا دعونا في هذا المقال نشرح أكثر عن فيروس إنفلونزا الطيور.

إنفلونزا الطيور : مجموعة من الأمراض المعدية التي يسببها فيروس الإنفلونزا الذي يصيب الطيور ويمرضها، أحد الأنواع الفرعية لهذه الأمراض هو H5N1 الذي يسبب عدوًى خطيرة ذات معدل وفيات عالٍ. أول انتشار للفيروس كان في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2003، ومن وقتها سُجلت أكثر من 700 حالة في إفريقيا وآسيا وأوروبا، وسُجل أكبر عدد للإصابات في إندونيسيا وفييتنام ومصر. لا يصيب الفيروس البشر بسهولة، ولكنه قاتل في 60% من الحالات.

حقائق سريعة حول فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 :
    يصيب الفيروس الطيور في الأساس، ولكنه قد ينتقل إلى البشر في بعض الحالات.
    يكون قاتلًا في 60% من الحالات.
    من أعراض الإصابة به: وجود الدم في البلغم، وحمى شديدة، وصداع، وانزعاج في المعدة. وقد تتدهور حالة المريض بسرعة.
    الأدوية المضادة للفيروس قد تزيد فرص النجاة وتخفف من تأثير المرض.
    لا يرجَّح أن يتحول المرض إلى وباء إلا إذا تمكن الفيروس من الانتقال بين البشر.

ما هو فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 ؟
    تسبب السلالة من النمط أ من فيروس الإنفلونزا مرض إنفلونزا الطيور H5N1.
    يصيب الفيروس H5N1 عدة أنواع من الطيور، ويشيع بالأخص بين الدواجن، كالدجاج والإوز والديك الرومي والبط. ولكن، سجل في عام 2015 وجوده لدى بطة برية في الولايات المتحدة، ووُجد الفيروس أيضًا لدى الخنازير والقطط والكلاب وحيوان النمس وأيضًا الأسود والنمور المأسورة.
    ينتقل الفيروس بين الطيور عن طريق لعابها ومفرزاتها الأنفية وبرازها وعلفها. إذ إنها تلتقط الفيروس من الأسطح الملوثة كالأقفاص وأدوات المزرعة الأخرى.
    معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس كانوا على تماس مع الدواجن المصابة أو الأدوات الملوثة ببراز الطيور أو مفرزاتها.
    حدثت حتى الآن حالات قليلة من انتقال الفيروس بين البشر، ولكن إذا حدثت طفرة في الفيروس تمكنه من الانتقال بسهولة بين البشر فقد يتحول المرض إلى وباد.


أعراض إنفلونزا الطيور H5N1 :
    فترة حضانة الفيروس تترواح بين 2 إلى 8 أيام، وقد تصل إلى 17 يوم، بينما تبلغ فترة حضانة فيروس الإنفلونزا الموسمية التي تصيب البشر من يومين إلى ثلاثة أيام.
    تتضمن الأعراض البدئية حمى شديدة إذ تتجاوز درجة حرارة المصاب 38 درجة مئوية، إضافة إلى أعراض عدوى الجهاز التنفسي السفلي LRTI، وعدوى الجهاز التنفسي العلوي URTI لكنها أقل شيوعًا.

يظهر لدى المصاب بالفيروس أعراض خطيرة منها:
    سعال يكون جافًّا غالبًا.
    بحة في الصوت.
    حمى شديدة تزيد الحرارة فيها عن 38 درجة مئوية.
    انسداد الأنف أو سيلانه.
    آلام في العظام والمفاصل والعضلات.
    نزف أنفي.
    آلام صدرية.
    تعرق بارد وقشعريرة.
    صداع.
    إرهاق.
    فقدان الشهية.
    صعوبة في النوم.
    اضطرابات في المعدة، وقد يحدث إسهال أحيانًا.
    نزف لثوي.
    بلغم مدمى.
    قد يعاني بعض المرضى من صعوبات في التنفس وقد يصابون بذات الرئة، ويحدث ذلك بعد ظهور الأعراض الأولية بخمسة أيام. وقد تتدهور حالة المريض بسرعة مسببة ذات الرئة وفشلًا في الأعضاء ثم الموت.

الأسباب وراء الإصابة بفيروس إنفلنزا الطيور H5N1 :
    يصيب الفيروس البشر بعد احتكاكهم بالطيور المصابة. وقد تعزى إصابة البشر إلى إحدى الأسباب التالية:
    ملامسة ريش الطيور المصابة أو تتفه.
    ملامسة فضلات الطيور المصابة أو مفرزاتها أو استنشاقها.
    تحضير الطيور المصابة من أجل طبخها.
    ذبح الدواجن المصابة.
    ملامسة الطيور المصابة أثناء بيعها.
    الذهاب إلى الأسواق التي تباع فيها الطيور الحية.
    لا ينتقل المرض عند تناول لحوم الدواجن أو بيضها، ولكن يجب طبخها جيدًا بدرجة حرارة لا تقل عن 74 درجة مئوية، ويجب أيضًا سلق البيض جيدًا حتى وصوله إلى درجة الصلابة.
    يمكن أن تحتوي فضلات الطيور على الفيروس، ونتيجة لذلك قد يتلوث العلف والأدوات وسيارات النقل والأحذية والثياب والتربة والغبار والمياه. أقدام الطيور وأجسامها قد تحمل الفيروس أيضًا.

تشخيص الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1 :
    قد يحسن التشخيص المبكر نتائج المعالجة. يراقب الطبيب عادة الأعراض والعلامات التي يبديها المريض ويسأله إذا ما كان قد سافر مؤخرًا أو تلامس مع الطيور.
    تجمع عينة تنفسية لدراستها في المختبر، يجب على المصابين إجراء الاختبارات بعد 4 أو 5 أيام من ظهور الأعراض.
    وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2009 على اختبار AVantage A/H5N1 للإنفلونزا، وهو اختبار قادر على كشف إنفلونزا الطيور A/H5N1 ويجرى هذا الاختبار على مسحة تؤخذ من أنف الأشخاص الذين يظهرون أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا أو من بلعومهم. وفي أقل من 40 دقيقة قد يكشف الاختبار وجود بروتين محدد (NS1) يشير إلى وجود النوع الفرعي A/H5N1 من الفيروس. ولكن الفيروس H5N1 نادر نسبيًّا، ونتيجة لذلك لن يتوقع الطبيب وجوده إلا إذا كان المصاب قد تعامل مع الطيور مؤخرًا أو كان موجودًا في مكان يرجح انتشار الفيروس فيه.

العلاج:
    قد تكبح الأدوية المضادة للفيروسات تضاعف الفيروس، وتحسن حالة المرضى وفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، وربما تمنع هذه الأدوية تحول بعض الحالات إلى إصابات مميتة.
    يجب أن يعطى المرضى دواء تاميفلو Oseltaivir Tamiflu بعد 48 ساعة من بدء ظهور الأعراض لتحقيق المنفعة القصوى للعلاج، ولكون معدلات الوفيات عالية ربما يصف الأطباء الدواء حتى بعد انقضاء هذه المدة.
    تعتمد الجرعة وفترة العلاج على شدة الإصابة، وقد يعاني المرضى الذين يعانون من مشاكل هضمية من مشاكل في امتصاص فعّال للدواء.
    يجب على المرضى الذين شُخصت إصابتهم بإنفلونزا الطيور أو يشتبه بإصابتهم بها أن يبقوا في منازلهم أو يُعزلوا في المشفى.

يجب على المرضى فضلًا عن تناول الدواء اتباع النصائح التالية:
    الاسترخاء.
    شرب الكثير من السوائل.
    تناول أطعمة مناسبة ومغذية.
    تناول الأدوية المسكنة للألم والحمى التي يصفها الطبيب.
    قد يتطور لدى بعض المرضى ذات الرئة الجرثومية التي يجب علاجها بالمضادات الحيوية، وقد يحتاج بعضهم إلى إعطاء أكسجين إضافي.

الوقاية من فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 :
    لا يمكن وقف انتشار إنفلونزا الطيور، ولكن يمكن للسلطات أن تساعد في الاستعداد لهذا المرض عن طريق مراقبة أنماط هجرة الطيور.
    لا توجد لقاحات لإنفلونزا الطيور، بل للإنفلونزا الموسمية التي تصيب البشر.
    يمكن تقليل خطر انتشار عدة أنواع من الإنفلونزا باتخاذ بعض إجراءات الوقاية.
    نظافة اليدين: يجب غسل اليدين جيدًا بالصابون والماء الدافئ قبل دخول الحمام وبعد الخروج منه، وقبل تناول الطعام وبعده، وبعد السعال.
    عند السعال: يجب استخدام مناديل أثناء السعال والتخلص منها بطريقة آمنة بعد ذلك؛ عندما يغطي المريض فمه بيديه أثناء السعال، قد ينقل الفيروس بلمسه للأشياء ونتيجة لذلك ينتقل المرض إلى شخص آخر.
    العزل: يجب أن يبتعد الأشخاص المصابون عن الأماكن العامة ويتجنبوا التعامل مع الآخرين قدر الإمكان.
    اللقاح: يجب الإطلاع على اللقاحات الحديثة الخاصة بالإنفلونزا الموسمية والمكورات الرئوية.
    ذكرت منظمة الصحة العالمية أن لقاح الإنفلونزا الموسمية لا يحمي من الإصابة بإنفلونزا الطيور.

إجراءات الوقاية المتعلقة بالطيور:
    يجب ألا نستخدم الأدوات المستعملة لتحضير اللحم النيئ في تحضير اللحم المطبوخ، ويجب غسل اليدين بالماء والصابون قبل التعامل مع الدواجن وبعده.
    يجب تجنب الطيور المريضة أو الميتة، والاتصال بالسلطات عند رؤية حيوانات ميتة. ويجب على العاملين في مجال تربية الحيوانات المنزلية اتباع الإرشادات الوطنية والمحلية.
    يجب على المسافرين إلى المناطق التي يحتمل انتشار الفيروس فيها الابتعاد عن أسواق الحيوانات ومزارع الدواجن، وكذلك عن فضلات الطيور.

هل سيتحول المرض إلى وباء؟
لا يصاب الإنسان بإنفلونزا الطيور بسهولة، ولا ينتقل المرض بين الأشخاص بسهولة أيضًا. ولكن، إذا كان الشخص مصابًا بالإنفلونزا الموسمية وأصيب بإنفلونزا الطيور أيضًا، ربما يتبادل الفيروس H5N1 معلوماته الوراثية مع فيروس الإنفلونزا، وهكذا يكتسب القدرة على الانتشار بين البشر. قد تنتج عواقب خطيرة إن تشكلت ذرية من الفيروس تستطيع الانتقال بسهولة بين البشر. قد تساعد السيطرة على انتشار الإنفلونزا بنوعيها اللذين يصيبان البشر والطيور على تقليل احتمال الاحتكاك بينهما الذي قد ينتج عنه سلالات جديدة.