مؤمن سلام

 
كورونا هو عقوبة لكل من احتقر العِلم في الدول الضحلة (Shallow States)، ليس فقط من احتقروا العلم التجريبي وأخضعوه لقوانين الحلال والحرام، في الدول ذات الأغلبية المسلمة ولكن ايضاً أحزاب اليمين المحافظ في الغرب، حتى نتنياهو اليوم يعاني من الألترا أرثوذوكس اليهود.
 
إنه يعاقب أيضاً من احتقروا علم الاقتصاد، وظنوا أنه شيء تافه لا قيمة له وأنه يمكن إدارة اقتصاد دولة على طريقة القهوة البلدي، وطريقة الواد حمو السمسار بطريقة الفهلوة ولبس طاقية ده لده، فالآثار الاقتصادية لكورونا ستكون كارثية خاصة على الاقتصاديات الهشة، التي لن تجد من ينقذها، فبعد أن كان الخبراء يستبعدون منذ أسبوعين دخول العالم في حالة الركود ويتحدثون فقط عن تباطؤ، أصبحوا اليوم يتكلمون عن أزمة أسوء من أزمة 2008 وأنه قد يكون شبيه بالكساد العظيم في الثلاثينات، بل وصل بالبعض القول أنه سيكون أسوء حتى من الكساد العظيم. 
 
وهذه الكارثة الاقتصادية إذا حدثت ستؤدي بالضرورة إلى آثار سياسية تطير فيها الكثير من الرؤوس السياسية التي لن تستطيع قيادة دولها نحو بر الأمان والخروج من الأزمة الاقتصادية التي ستسحق الطبقة المتوسطة سحقاً حسب بعض التقارير، ليس فقط في الدول الديمقراطية ولكن أيضاً في الدول المستبدة حيث ستصبح القبضة الأمنية مجرد وهم ولن تكون قادرة على حماية أحد.
 
العالم بعد كورونا لن يكون نفسه قبل كورونا