محلل سياسي : التعاطي الأمريكي مع أزمة كورونا سلبي .. الإدعاءات بأن الفيروس صيني هي عنصرية 

كتب - أحمد المختار
 
فيروس " كورونا " يُفجر مشكلة جديدة بين " الجمهوريين و الديموقراطيين " داخل مجلس الشيوخ الأمريكي ، و هو ما تسبب بتعثر المفاوضات حول خطة انقاذ اقتصاد البلاد ، و كبح أضرار تفشي الوباء .
 
مشروع مساعدات بقيمة تريليون دولار طرحه " الجمهوريون " أثار حفيظة الديمقراطيين ، الذين اعتبروه في صالح الشركات على حساب الموظفين ، و هو ما قد يعقد من وضع الرئيس " دونالد ترامب " ، الذي تطاله انتقادات كثيرة حول مدى جديته في التعامل مع الفيروس منذ البداية ، في وقت يتهمه كثيرون بممارسة حملة انتخابية مُسبقة قبل ترشحه لولاية ثانية في انتخابات نوفمبر المقبل .
 
فهل يسترجع الاقتصاد الأمريكي عافيته بعد أزمة الفيروس ؟ وما نصيب المواطن الأمريكي من الإجراءات المتخذة لمواجهة تبعات كورونا ؟
 
و في هذا الصدد ناقشت الإعلامية " ياسمين موسوس " في برنامج " اسأل أكثر " علي شاشة " روسيا اليوم " ، من خلال استضافة عدداً من الضيوف و منهم : 
 
" جابرييل صوما " عضو المجلس الاستشاري للرئيس " دونالد ترامب " ، حيث قال من ولاية " نيوجيرسي " : " بدأت أزمة تفشي الكورونا ، عندما صرحت الصين في أواخر العام الماضي ، بظهور فيروس ، حيث طلبت من منظمة الصحة العالمية ، للمساهمة في حل تلك المشكلة ، من بعد 3 أسابيع فقط ، قرر الرئيس الأمريكي منع قدوم الأشخاص إلي الولايات المتحدة ، القادمين من الصين " .
 
جو بايدن 
و قال " جابرييل " : " بعد قرار الرئيس ترامب ، قامت قيامة جماعة " جو بايدن " ، متهمين إياه بأنه شخص عنصري لا يحب الأجانب ، و كذلك الحزب الديمقراطي أيضاً ، و رغم ذلك لم يتدخل جو بايدن حتى الأن في الأزمة ، و لم يدلي بأي تصريح " . 
 
الفيروس صيني 
و تابع : " الفيروس صيني شئنا أم أبينا ، فهو لم يأتي من روسيا أو أفريقيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط ، فهو جاء من الصين ، و كان يتحتم علي الرئيس وقف نزوح الجماعات من الصين إلي الولايات المتحدة ، و هو ما فعلته الدول الأوروبية ، و لو كانت فعلت إيطاليا ذلك مبكراً ، لكانت لم تحدث بها الفاجعة " .
 
الاقتصاد الأمريكي 
و أكد " صوما " : " مما لاشك فيه أن الاقتصاد الأمريكي سيتأثر كثيراً جراء الفيروس ، و اليوم مجلس الشيوخ الأمريكي يجتمع لصرف مزيد من الأموال للخزينة الأمريكية ، قد تصل إلي " 2 تريليون " دولار ، و التعاطي بشكل إيجابي مع هذه المسألة " .
 
خسائر البورصات الأمريكية 
و أكمل : " جميع ما حققته البورصات من أرباح و نجاحات خلال السنوات الماضية ، خسرتها ، مما يهدد الكثيرين من الأمريكيين بفقدان وظائهم ، فالرئيس يسعي لمساعدة الشركات و الموظفين ، من خلال تأمين معاش يصل إلي مدة 4 أشهر ، كأنه يعمل في وظيفته بشكل طبيعي ، و في حال تأزم الوضع ستزداد المدة إلي 6 أشهر مثلاً " .
 
الرئيس ترامب 
و أضاف : " الرئيس ترامب اقترح " 1 تريليون دولار " علي الموظفين الذين خسروا أعمالهم ، و الحديث عن خسارة 5 مليون مواطن أمريكي لوظيفته هو أمر غير صحيح ، فالقانون الأمريكي يسمح لأي موظف أن يطلب من دائرة الأشغال العامة تعويضه ، فالرئيس يساعد الشركات و بالتالي مساعدة العاملين ، فالشركات علي وشك الإفلاس ، فهناك حوالي 70 % من الوظائف في الولايات المتحدة ، هي تتواجد في الشركات المتوسطة و الصغري ، فالجميع سوف يستفيد من ذلك الوضع ، فالفريقيين يريدون توفير " 2 تريليون " دولار في الوقت الحاضر " .
 
ترامب ليس طبيباً 
و اختتم : " الرئيس يُحضر كل يوم مجموعات مختصة في الأوبئة ، لتوضيح حقيقة الأمر للشعب الأمريكي " .
 
من جهته قال " نادر الغول " محلل سياسي ، متحدثاً من " شيكاغو " : " التعاطي الأمريكي مع موضوع الفيروس بشكل عام هو تعاطي سلبي ، فالسلطات المحلية في المقاطعة هنا ، بعثوا برسالة في منتصف اليوم بأنه هناك " 119 " حالة إصابة بالفيروس ، و في نهاية اليوم وصلت إلي " 411 " حالة ، و بالتالي هناك 300 % ازدياد في تلك المنطقة ، و اتهامات الفيروس بأنه صيني هو من قبيل العنصرية ، فالفيروس تاجي ، يأتي من الحيوانات ، غير مرتبط بعرقية أو إثنية ، فالإجراءات المتبعة دون المطلوب " .  
 
الديمقراطيين 
و تابع : " القانون الذي طرحه الجمهوريين ، يسعون من خلاله لدعم الشركات علي حساب الأفراد ، فهناك 75 مليون مواطن أمريكي ، لا يمكنهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ، و هناك تقارير أفادت أن هناك ما يقرب من 5 ملايين وظيفة تم فقدانها خلال تلك الفترة ، و كلها لمواطنين يعملون بالحد الأدني للأجور " .
 
الخلافات بين الجمهوريين و الديمقراطيين 
و أضاف : " لابد أن يتم تمرير القوانين الآن رغماً عن الخلافات بين الجمهوريين و الديمقراطيين ، فنحن الآن نعيش في أزمة ، بغض النظر عن الآليات ، فالديمقراطيين يريدون مساعدة الشركات الكبري ، لأن القانون الذي يريد الجمهوريين تمريره لن يفيد الشركات المتوسطة التي تضم عدداً قليلاً من الموظفين ، ولابد من الوصول إلي صيغة تفاهم ، فالتاريخ لن يرحم أي من الطرفين ، في حال عدم مساعدة المواطنين في الوصول إلي احتياجتهم الأساسية " .
 
الأزمة الاقتصادية الأمريكية 
و أكد : " الاقتصاد الأمريكي يتجه للأسوأ ، فأسواق الأسهم تخسر ، و وزير الخزانة لا يقدم افادات حول تلك الأزمة ، و بالتالي لن يكون هناك سيولة ، و ستصبح الولايات المتحدة مُدانة بششكل ضخم ، و بالتالي تلك الأزمة ستزداد " .